: أهمية الموضوع وأسباب اختياره : تمثل غزوة الأحزاب جانباً مهماً من السيرة العطرة لسيد البشر -صلى الله عليه وسلم- ، فقد أظهر الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وصحبه الكرام خبث اليهود ومكرهم ، وفضح المنافقين وكشف زيفهم ،هي غزوة اجتمعت فيها عناصر الشر المشركون واليهود والمنافقون وما جمعته هذه العناصر من قذارة الشرك والخبث والمكر والغدر ، فقد كان لهذه الغزوة العظيمة أثر كبير في التاريخ الإسلامي في عهده -صلى الله عليه وسلم- بل قد كانت هذه الغزوة نقطة تحول عظيمة في تاريخ الإسلام ، فكان مما دعاني لاختيار هذا الموضوع ما يلي : 1-أن هذه الغزوة حوت مواقف ودروساً دعوية مهمة ، وكان لأهمية هذه المواقف وهذه الدروس أن خصها الله تعالى بسورة في القرآن الكريم تعرضت لتفاصيل هذه الغزوة وآثارها ونتائجها . 2- أن هذه الغزوة كانت نقطة تحول فاصلة في تاريخ الدعوة الإسلامية ، أعز الله بعدها هذه الدعوة المباركة على أعدائها من اليهود و المشركين ، فكانت هذه الغزوة جديرة بالوقوف والتأمل والاستفادة من عبرها ودروسها . 3- أن الله تعالى نصر المؤمنين في هذه الغزوة نصراً مؤزراً ، وأذل جيوش الكفر وأخزاهم مع أنه لم يكن هناك التحام مباشر بين الصفين ، ومع ذلك فقد كـان لهذه الغزوة أثر كبير على مسيرة الدعوة الإسلامية في تلك المدة ، فقد تغيرت موازين القوى لصالح المسلمين ، وأصبح للمسلمين شأن كبير يحسب له الأعداء ألف حساب، فكانت هذه الغزوة الفاصلة جديرة بالدراسة والبحث. 4- غزوة الأحزاب مع ما تمثله من أهميه كبرى ومالها من أثر بين في دعوته -صلى الله عليه وسلم- لم تحظ بدراسة علمية لجوانبها الدعوية