حماية البيئة في النظام السعودي مُقارناً بالفقه الإسلامي
الملخص:_x000D_
يظل التعدي على البيئة في ظل التقدم الصناعي والتجاري واستغلال الثروات والموارد الطبيعة تهديدًا للنفس الإنسانية والحياة البشرية، بل الحياةِ الحيوانية والنباتات، لذا جاءت الشريعة بحفظ الضروريات الخمس، ومن أجل ذلك عُنيت الدولُ بحماية البيئة من خلال إنشاء الأنظمة وسَنِّها، ومن ضمن هذه الأنظمة النظامُ السعودي، وحماية البيئة تتم من خلال نوعين من الحماية؛ هما: حماية قانونية، وحماية قضائية._x000D_
والبيئة التي يسعى النظام لحمايتها هي: كل ما يحيط بالإنسان أو الحيوان أو النبات أو أيِّ كائن حي، ويقوم النظام السعودي بالمحافظة عليها من خلال منع التلوث، والتخفيف من حدَّته، والحد من تدهورها، وضمان تحقيق التنمية المستدامة لها، كما يسعى الفقه الإسلامي للمحافظة عليها من كل ما يؤثر عليها تلوثًا وإفسادًا ويعرِّضُها للضرر أو الإتلاف، ويأمر بعمارتها وتنميتها، والحفاظ على توازنها._x000D_
وتكون الأفعال المحظورة شرعًا أو نظامًا والتي تُحدث تلوثًا في البيئة أو تُلْحِقُ ضررًا بها الجريمةَ البيئية، والتي لها طبيعةٌ خاصة تميزها عن غيرها من الجرائم، وتوجب معاقبة المعتدين عند توفر أركان الجريمة واكتمالها، كما أن أكثر الجرائم البيئية وأخطرَها هي التي يرتكبها الشخص المعنويُّ._x000D_
وعند التعدي على البيئة فإن المسؤولية الجنائية تنشأ لتُحَمِّلَ مرتكب الجريمة البيئية نتيجةَ عمله والعقوبة المقررة لها، إذا كان مختارًا ومدركًا لها، ولذا تمتنع المسؤولية الجنائية إذا قام بالجاني مانعٌ ينال من أهليته، أو يمنع اختياره._x000D_
وينهج النظام السعودي أسلوب ومنهجَ الحماية الصريحة والحماية الضمنية للبيئة، لذا نصَّ على حماية البيئة في النظام الأساسي للحكم في المادة الثانية والثلاثين، كما سنَّ العديدَ من الأنظمة المهتمة بالبيئة- وعلى رأسها نظامُ البيئة- كما يؤسس الفقهُ الإسلامي لحماية البيئة بالقيام على أمرين؛ هما: درء المفاسد والأضرار، وجلب المصالح._x000D_
ويُكلَّفُ بحماية البيئة في النظام السعودي الجهاتُ الإدارية؛ من وزارات وهيئات ومراكزَ وطنية خُصِّصت لقطاع البيئة، وفي الفقه الإسلامي جهازُ الحسبة بوصفه جهةً إداريةً تنفيذيةً وولايةً من أهم الولايات الإدارية التي تأخذ الطابَع الرقابي، كما يرعى النظام السعودي والفقه الإسلامي حمايةَ البيئة من خلال الحفاظ على الصحة العامة والسكينة العامة؛ لأن التلوث يهدد صحة الإنسان ويسبِّبُ له الأمراض، كما يرعى النظام والفقه حماية البيئة من خلال الحفاظ على الآداب العامة؛ حمايةً لمحاولة المساس بأخلاق المجتمع، ويقدم النظام والفقه الرعاية للبيئة من خلال الحفاظ على الأمن العام، لأن نضوب الموارد الطبيعية يهدد الأمن، ويُنذِرُ بالخطر، كما يضع كلٌّ من النظام والفقه الإسلامي الإجراءاتِ الوقائيةَ لحماية البيئة._x000D_