المستخلص: تعد حرف أعمال البناء من الأنشطة الأساسية، التي ساهمت بشكل كبير في إثراء الحياة الاجتماعية والاقتصادية بمكة، خلال القرن الثاني عشر الهجري/الثامن عشر الميلادي. وقد كان لحرف البناء نظاماً دقيقاً متبعاً في مكة، كسائر الولايات الخاضعة للحكم العثماني آنذاك، ابتدأ ذلك النظام بالمعايير التي يجب توافرها في شيخ الطائفة، وانتهى باختيار المتقدمين للانضمام إلى طائفة حرف البناء والعمران، كما كان لهم قواعد وأنظمة يسيرون عليها أثناء تنفيذ أعمالهم. تناولت الدراسة حرف أعمال البناء في مكة المكرمة خلال الفترة المشار إليها أعلاه، ابتداءً من أثر الموضع الجغرافي في النمو العمراني، والعوامل التي ساعدت في نمو البناء والعمران، وأنماطه، إضافة إلى ذلك، الطراز النمطي الداخلي لبيوت مكة، كما تطرقت الدراسة إلى نشأة طوائف تلك الحرف، ونظامها وطرق التدرج فيها ومراحل البناء، وقواعد العمل فيها، وعلاقة عمال الحرفة بالسلطة الحاكمة، ثم عرجت على ذكر مزايا نظام الحرف ومساوئه. كما أوضحت الدراسة، حرف البناء الأساسية، والحرف المساعدة لها، وما أُثِر عن تلك الحرف من توسع عمراني في مكة خلال فترة الدراسة، من إصلاحات وترميمات، مع إبراز الدور، الذي أدته الدولة العثمانية في أعمال البناء والعمران، إلى جانب الاسهامات، التي بادر بها حُكَّام مكة في هذا المجال، وإبراز مظاهر النشاط العمراني المتمثل في المنشآت العامة والخاصة.