حياة الحرب عند القبائل في الجزيرة العربية من بداية القرن السادس الميلادي حتى ظهور الإسلام
تناولت هذه الدراسة موضوعاً مهماً وتأتي أهميته في أنه يعالج بالدراسة حياة الحرب عند القبائل في الجزيرة العربية من بداية القرن السادس الميلادي حتى ظهور الإسلام.وهدفت الدراسة للتعريف والتوضيح لحياة الحرب عند القبائل في الجزيرة العربية فقد استعرض الباحث أيام العرب مستهلاً ذلك بالتعريف بالقبيلة وطبقاتها وعرّف مدلول لفظة أيام العرب وألقي الضوء على الدواعي والأسباب لقيام أيام العرب, وتوضيح تاريخ أيام العرب ولفظة أيام العرب. وأسباب قيامها ممثلة في الأسباب الطبيعية, والسياسية, والاجتماعية والاقتصادية, وسميت هذه الحروب بأيام العرب ومنها أيام العرب والفرس, وغيرها. وفي الجانب الحربي عند القبائل قبل الإسلام قد استخدموا أنواع من الأسلحة أهمها السيف, والرمح, والقوس, والسهم, والأسلحة الصغيرة, والنار العربية, والترس, والمجن والدرع وملحقاته, والمنجنيق. كما اهتموا بالخيل وتدريبها واستخدامها في القتال. واستخدمت هذه القبائل العمارة الحربية حيث استخدموا الحصون حول المدن والقلاع والمحافد لحماية المدن. ومن أشهر القلاع والحصون التي بنوها قلاع وحصون تيماء, ومدينة الحضر في العراق, واستخدمت القبائل تقليد الردافة وهي وظيفة ذات خصائص عسكرية ومالية ومظهراً من مظاهر الشرف والرئاسة, وكانت أشهر القبائل ممارسة لها هي قبيلة تميم. وكان لهذا القبائل نظام للسفارات والوفود وكانت لهم تقاليد معينة وأهداف محددة يسعون لتحقيقها وقد امتدت إلي جهات بعيده مثل الهند, وبسبب ذلك عرفوا الأخلاق, والتجارة الدولية وغير ذلك. كما كان لهذه القبائل نظام التحكيم وهو النظام القضائي، وللمحكِّم صفات معينة، وفيما يتعلق بالجانب الاجتماعي لحياة الحرب لدى القبائل العربية قبل الإسلام. فقد كانت هناك تقاليد من بينها الأسر الذي كان يعني السجين الذي تم القبض عليه بعدما هُزم قومه في الحرب، وكانت هناك آلات للتقييد والإمساك بالأسير ويظل الأسير في حالة إذلال حتى يتم فكه عن طريق الفداء المتمثل في دفع مال يقبله الأسر وتختلف قيمة الأسير حسب مكانته في قومه وكانوا يعاملون الأسير معاملة سيئة. كما كان سبي النساء من غايات القتال لدى القبائل العربية قبل الإسلام حيث تلقى النساء المسبيات الذلة والمهانة وكانوا يفتخرون بإطلاق السبايا سواء أكان ذلك بالفداء أو بدونه، وكانت السبايا يتعرضن للذل والمهانة والزواج منهن من غير رضاهن. وكان من أهم تقاليدهم الجوار والذي يمثل نظام اجتماعي مهم بل يعتبر كأحد أفراد القبيلة حيث له ما لهم وعليه ما عليهم ويكون تحت حمايتهم، وهو قانون معترف به بينهم لا يجرؤ أحد على مخالفته. ومن أهم التقاليد الاجتماعية التي انتهجتها القبائل نظام الإيلاف وهو يمثل أحد النظم الدولية في مجال التجارة العالمية آنذاك. وفي الجانب الفكري لحياة الحرب عند القبائل في الجزيرة العربية فقد كانت هناك تقاليد لتلك القبائل واتفاقات تقود إلى وقف الحرب بين تلك القبائل وسميت بالأشهر الحرم حيث تتوقف الحرب في أشهر محددة وقد أختلف في تحديدها المؤرخون. ولولا هذا التقليد لانقرضت هذه القبائل بفعل الحروب الدامية. وكانت بين تلك الجوانب الفكرية أيضاً النسء فقد كانوا يحرمون شهوراً ويحلون أخرى وظل هذا الأمر سارياً حتى جاء الإسلام وحرّمه. ومن بين الجوانب الفكرية التي سادت عند القبائل العربية قبل الإسلام عملية التطير والفأل ، فقد كانوا يتفاءلون ببعض الأشياء ويتشاءمون بأخرى.