جذور مقالة التعطيل وأثرها على الفرق المنحرفة في باب الأسماء والصفات وموقف أهل السنة من ذلك
لا يخفى ما لهذا الموضوع من أهمية كبيرة، أساسها أنه متعلق بأعظم الأمور وهو معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته، وقد وقع اختياري عليه لعدة أسباب من أهمها ما يأتي: 1- فشو مقالة التعطيل وخطرها بحيث لا تكاد تسلم منها فرقة من فرق المسلمين، رغم ما فيها من ردٍّ للنصوص الشرعية، وتقديمٍ للعقل على النقل. 2- أن من أهم ما يعين على معرفة هذه المقالة، وتفنيدها أن يبحث عن أصلها، والنبتة التي نبتت منها، حتى نستطيع أن نستأصل شأفتها، ونُبِين عن مخالفتها لما جاءت به الرسل من الحق الواضح المبين، ومن هنا كان التركيز في هذا الموضوع على جذور التعطيل ونشأته. 3- أن بعضَ المشايخ لفت انتباهي إلى أهمية هذا الموضوع، وعدمِ وجود كتاب جامع فيه، وأشار علي بالكتابة فيه. 4- لقد دأب السلف الصالح على تفنيد هذه المقالة، والرد على القائلين بها، إلا أنه –رغم كثرة ما كتب حول التعطيل- لا يوجد كتاب واحد يجمع شتات هذه المسألة –حسب علمي- فكان الباحث الذي يريد أن يعرف شيئاً عن التعطيل لا بد له من أن يبحث في كتب عدة حتى يحصل بغيته، فأحببت أن أجمع أهم ما كتب في ذلك، مع البحث عن أصل تلك المقالة، ليسهل على القارئ -وخاصة المبتدئ- تناوله