تهدف الدراسة إلى الكشف عن جماليات الخطاب القرآني في قصة مريم عليها السلام والتي توزعت أحداثها في كل من سورتي مريم وآل عمران، وفي بعض الآيات المشيرة إلى القصة في سور مختلفة من القرآن الكريم، باحثة عن مظاهر الانسجام والاتساق الذي بني عليه توزيع الخطاب القرآني المتفرد لفصولها وحلقاتها، معتمدة على الموروث الضخم من كتب التفسير وعلوم القرآن وأسباب النزول، وكتب الإعجاز، ومسترشدة بآليات التحليل الأدبي الحديث ومناهج تحليل الخطاب، فيما يعين على تجلية خصائص القصة القرآنية من خلال قصة مريم عليها السلام. قامت الباحثة بتحليل ودراسة عناصر قصة مريم عليها السلام في القرآن الكريم تحليلا أدبيا ينطلق من لغة الخطاب إلى المعاني الكامنة وراءها، بدءا من اسم السورة والمطلع، إلى بقية العناصر، من شخصية وحوار وزمان ومكان وحدث، ومن ثم البحث عن شبكة العلاقات التي تربط هذه العناصر بعضها ببعض، والعلاقات التي تربطها بسياقها ومقام نزولها، واستنطاق الدلالات الغنية من خلال تلك الروابط والعلاقات. كما تحاول الدراسة الكشف عن الأبعاد النفسية والحضارية والأخلاقية التي اكتنزتها قصة مريم في القرآن الكريم، ومحاولة الربط بينها وبين أبعادها العلاجية للواقع الذي يستمد معرفته وقيمه من هذا الخطاب المعجز الخالد.