مآخذ شراح المفصل على الزمخشري في القرنين الثامن والتاسع الهجريين : جمعا ودراسة وتقويما
أعدت هذه الدراسة للكشف عن مناهج نحويي القرنين الثامن والتاسع الهجريين في النقد،بطريقة علمية تستند إلى الفحص والاستقراء والمقارنة، وتهدف للوصول إلى حكم موضوعي على طرائقهم في النقد النحوي، وما إذا كانوا مستقلين أم تبعة ومقلدين، وبمن من النحويين السابقين تأثروا، وفيمن أثّروا، وهل أتوا بجديد يضاف إلى المكتبة النقدية أم لا. كل ذلك في ضوء شروحهم على كتاب (المفصل في صنعة الإعراب) لجار الله الزمخشري، باعتباره واحًدا من أهم الكتب النحوية التي حظيت برعاية العلماء وعنايتهم على امتداد عصور التأليف النحوي، واعتمدت من هذه الشروح على (المآخذ والاعتراضات) لأنها مادة ثرية للدراسة النقدية المقارنة. ووصلت هذه الدراسة إلى أن مآخذ شراح المفصل على الزمخشري في القرنين الثامن والتاسع الهجريين هي صفوة اختياراتهم من مآخذ الشراح السابقين، وفي مقدمتهم: ابن الحاجب، ثم الخوارزمي، ثم اللورقي وابن يعيش. وأن شّراح المفصل الأربعة لم يخرجوا عن مذهب المتأخرين من النحويين؛ فإنهم يميلون عموًما إلى المذهب البصري في أصولهم واختياراتهم، ولكنهم يرجحون من آراء الكوفيين ما يرونه أسّد وأجزل. وأن قيمة المآخذ تعليمية ِصرفة، ومستمدةٌ منكوِنها مندرجةً ضمن الشروح وما اشتملت عليه عموًما من النقول والآراء والخلافات، مع سعة اطلاع أصحابها، واستيعابهم للمسائل والأدلة والأحكام، أما إذا ح ِكم عليها بمعزٍل عن هذا؛ فهي محض نقولا ٍت منكتب الشراح السابقين حقها أن تنسب إلى من نقلت عنه، وأن تضاف إلى الجهود النقدية باسمهه، ومن خلالكتبه