عمدة المحتاج إلى كتاب المنهاج لأبي حفص عمر بن علي بن الملقن المتوفي سنة 804 هـ من أول كتاب الصلاة إلي آخر باب صلاة النفل دراسة وتحقيقاً /
أهمِّيَّة الموضوع، وأسباب اختياره: تتلخَّص أسباب اختياري تحقيقَ جزء من هذا الكتاب في الأمور التَّالية: 1- أنَّ الكتاب شرح لـ (المنهاج) الَّذي هو عمدة الشَّافعيَّة وكثير من الفقهاء في معرفة المذهب، والَّذي احتلَّ منـزلة عالية بين كتب المذهب، وأصبح المعتمَد للدَّرس والفتوى، واعتنى به الأصحاب أيَّما اعتناء، ولا أدلَّ على ذلك من شروحه الكثيرة جدًّا والَّتي رَبَت على ألف شرح بين مطوَّل ومختصَر، وما أُكمِلَ وما لم يكمل.( ) 2- شهرة الشَّارح ابن الملقِّن وسعة علمه، فهو من أعلام الشَّافعيَّة البارزين في الفقه والحديث وفنون أخرى. 3- شهرة الكتاب وثناء العلماء عليه وعلى مؤلِّفه، واحتواؤه على ميزات من أهمِّها: أ- أنَّ المؤلِّف اهتمَّ بذكر دليل المسألة من الكتاب والسُّنَّة والإجماع والقياس مقتصراً على دليل واحد في المسألة غالباً سالمٍ من النِّزاع أو آيلٍ إليه، وحرص على ألاَّ يستدلَّ من الأحاديث إلاَّ بحديث صحيح عنده، فإن لم يجد ذكر الضَّعيف مبيِّناً ضعفه عاضداً له بقياس جليٍّ أو غيره. ب- أنَّه ضمَّنه تقرير مسائل المنهاج، وحلِّ مشكله ومعضله، وبيان مجمله، وتصحيح مرسله، وتقييد مطلقه، وفتح مقفله، وبيان لغاته وغريبه، وضمَّنه أيضاً مهمَّاتٍ نفائسَ من تفسير آيات الكتاب العزيز، وبيان الحديث الصَّحيح، والتَّنبيه على الموضوع والضَّعيف، وقواعد من أصول الفقه والدِّين، وفوائد مهمَّة من غرائب المتقدِّمين وفتاوى المتأخِّرين.( ) ج- ذكره باقي مذاهب الأئمَّة الأربعة، معلِّماً لأبي حنيفة (ح)، ولمالك (م)، ولأحمد (أ). د- أنَّه ابتدأ كتابه ـ بعد المقدِّمة ـ بأربعة فصول مهمَّة وهي: الفصل الأوَّل: في نسب الإمام الشَّافعي رحمه الله تعالى، وطَرَفٍ من أموره. الفصل الثَّاني: في أحوال مصنِّف المنهاج النَّووي رحمه الله تعالى، وضمَّن هذا الفصل كثيراً من جوانب حياة النَّووي الشَّخصيَّة والعلميَّة، ولأجل ذلك آثرت الاختصار في ترجمتي للنَّووي. الفصل الثَّالث: في طَرَفٍ ممَّا جاء في فضيلة الاشتغال بالعلم وتصنيفه، وتعلُّمه وتعليمه، ونشره والحثِّ عليه والإرشاد إلى طريقه؛ لينشط الطَّالب إلى تحصيله. الفصل الرَّابع: في شرح خطبة المنهاج، وبيان مصطلحاته؛ ليُعرَف ذلك قبل الخوض في كلامه. خطَّة البحث: وأمَّا عن خطَّة دراستي وتحقيقي جزءاً من هذا الكتاب، فهي كالتَّالي: اشتمل البحث على مقدِّمة، وقسمين، وخاتمة.