مدى تطبيق الأسر السعودية للوسطية في الدين ودورها في التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية على عينة من الأسر السعودية في مدينة الرياض /
تعد الوسطية في كل الأمور من أهم مزايا المنهج الإسلامي، فأمة الإسلام أمة الوسط والصراط المستقيم بمعنى أنها تستغل جميع طاقاتها وجهودها في البناء والعمران المادي والتربوي والعلمي والثقافي من غير إفراط ولا تفريط، فهي تحقق التوازن بين الفرد والجماعة، وبين الدين والدنيا وبين العقل والقوة وبين المثالية والواقعية وبين الروحانية والمادية وغيرها(3) . لا شك أن أهم أهداف التربية قديماً وحديثاً،هو إيجاد الفرد الصالح النافع لنفسه وأمته، وإن جنوح الفرد يميناً أو يساراً بالغلو والتطرف،أو اللامبالاة والتهاون، لهو مؤشر خطير يستوجب صحوة كل من يضطلع بمسئولية التربية بالمجتمع لبحث أسباب هذا التطرف وسبل علاجه للجيل الحاضر، وإعداد العدة لوقاية الجيل الجديد من استفحال تلك الظواهر فيه. ولاشك أن الأسرة أهم المؤسسات التربوية وأولها،حيث تبدأ مشوار التربية بحياة الفرد ،وهي المسئول الأول عن استقامتة أو انحرافه ،لذا عظم دورها مع مستجدات عصر العولمة ومتطلباته ، وما طرأ على المجتمعات الإسلامية من مغريات تستقطب الشباب وتستميلهم ،وهنا تبدأ المغالاة والتطرف أو التهاون والقصور . و خير وسائل العلاج هي لجوء الأسرة المسلمة لفقه النظرية الوسطية في الحياة