وعلى الرغم من هذه الأهميّة التي تناط بدراسة ""الزيدان"" ونتاجه الغزير في الأدب والفكر، فإنّ الدراسات التي تناولته قليلة ومنها تلك الدراسات العامَّة التي تناولت أدب المملكة العربية السعودية بعامة، أو تناولت فناً نثرياً معيناً. فمن العامة، دراسة الدكتور بكري شيخ أمين ""الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية"". ودراسة الدكتور إبراهيم الفوزان ""الأدب الحجازي بين التقليد والتجديد"". ومن الخاصة بفن معيَّن، دراسة أ. محمد العوين ""المقالة في الأدب السعودي الحديث"" ودراسة أ. عبدالله الحيدري ""السيرة الذاتية في الأدب السعودي"". وهي دراسات محدودة وسريعة لا تشبع نهم الباحث في معرفة نثر ""الزيدان"" وتطوره. كما ظهر كتابان بعد وفاة ""الزيدان"" الأول ""الزيدان زوربا( ) القرن العشرين"" لتلميذه الأديب عبدالله الجفري. والثاني ""قب الميزان في مُعلم الصبيان"" لسكرتيره في رئاسة تحرير مجلة ""الدارة"" أ. مصطفى جاهين. أمَّا الأول فليس بدراسة، وما أرد له صاحبه أن يكون كذلك، حيث يقول: ""ليس دراسة نقدية للأدب والفكر، وللرؤية التاريخية لدى أستاذنا ومعلمنا الكبير محمد حسين زيدان يرحمه الله"" وإنَّما كان كما أراد له منبثقاً ""من معاني التكريم لمشوار عُمره الثري ولعطاء عقله المفكر والمعلم لأجيال من بعده""( ). وإذا تصفحنا الكتاب وجدناه يجسِّد هذا التكريم والوفاء ففيه يسجِّل بعض ذكرياته مع أستاذه، ويرصد بعض آرائه في نفسه وفي غيره، ويُعيد نشر مقابلات صحفيَّة أجراها معه، ويدوِّن أقوالاً كثيرة حول أدب ""الزيدان"" وفكره قيلت بعد وفاته مباشرةً، إذن الكتاب بعيدٌ كل البعد عن مفهوم الدراسة الأدبية أو البحث العلمي الجاد.