مخاطر السيول على سلامة الحجاج بمشعر منى مكة المكرمة
يعتبر وادي منى أحد أهم المجاري المائية الطبيعية للبيئة المكية ، وبما أن طبيعة منطقة مشعر ""منى"" ذات طبوغرافية وتضاريس جبلية مرتفعة ، تتخللها شبكة من الأودية الجافة ذات الكثافة التصريفية العالية أثناء سقوط الأمطار ، وحيث إن الإسكان في هذه المنطقة لأيام محدودة ، عبارة عن مخيمات وممرات مكشوفة ، قد تعرضت في الأعوام السابقة لمخاطر سيول متكررة داهمت المشعر مؤديه إلى حدوث أضرار كبيرة في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية للمنطقة ، وبذلك أصبحت مياه الأمطار والسيول تشكل هاجساً يتطلب العمل على مواجهته بأساليب تحقق حماية الحجاج ووقايتهم من الأخطار الطبيعية التي قد يتعرضون لها . وفي ضوء تلك الأهمية تهدف هذه الدراسة إلى دراسة حوض وادي منى جغرافياً ، وجيولوجياً ، ومورفومترياً ، وهيدرولوجياً ، وتحديد المواقع الخطرة في محيط المشعر الحرام ، وتحديد المسارات الطبيعية لمياه السيول بالوادي ، وتقويم شبكة التصريف الحالية ، ومدى فعاليتها في تصريف مياه السيول في ضوء المعطيات المناخية عن المنطقة ، وذلك من خلال إتباع منهج وصفي تحليلي لتحليل ظاهرة السيول وتقويم مخاطرها على حجاج بيت الله الحرام . ومن أهم النتائج التي توصلت اليها الدراسة أن ضيق مساحة وادي منى ساعد على سرعة وصول الجريان من أطراف الحوض إلى منطقة المصب بسرعة شديدة مما نتج عنهُ غرق سريع للشوارع ومربعات إسكان الحجيج ، حيث بلغ معدل الانحدار للوادي (89.3%) ، مما يشير إلى سرعة المياه الجارية بالحوض واحتمالية تضاعف عمليات انجراف التربة وزيادة التساقطات الصخرية من المنحدرات الجانبية للحوض . وقد ساهم نمط التصريف السائد بالحوض (النمط الشجري) في سرعة وصول المياه من المنبع إلى المصب . كما أن الترددات العالية للأمطار في السنوات الأخيرة كانت أعلى من الطاقة الاستيعابية التصميمية لشبكة تصريف مياه السيول الحالية بمشعر منى