منهج القرآن في مخاطبة الإنسان بين العقل والعاطفة والفطرة
القرآن الكريم كتاب هداية للبشرية كلها منذ بعث الله تعالى نبيه محمد إلى نهاية هذه الدنيا وبهذا الكتاب يتحدد مصير الإنسان في الحياة الدنيا وفي الآخرة، شقاوته وسعادته ، وهدايته وضلاله وكتاب هذا شأنه ومكانته حريّ جداً بهذا البحث القرآن الكريم كلام الله جل شأنه ، الذي خلق الخلق من العدم ، وأمدهم بالنعم، ثم هداهم بالوحي، قال موسى عليه الصلاة والسلام في جوابه لفرعون فجدير بأهل العلم والباحثين أن يُمعنوا النظر في كلام ربهم، وأن ينعموا الفكر في خطابه ليتأتى لهم مرتبة في فقه كلام ربهم لا تكون بغير بحث واستقراء وموازنة.وحق الله الذي له الكبرياء في السموات والأرض وهو العلي العظيم على هذا الإنسان أن يسمع كلامه ، ويفهم خطابه ، ويعي رسالته ويفقه مراده. وهذا البحث يأتي في هذا السياق. 4-وللباحث ميول قوية نحو هذا البحث لصلته بالقرآن الكريم الذي يرغب الباحث في دراسته وفهم آياته.و الإفادة من كلام العلماء السابقين في هذا والعلماء والدعاة إلى الله تعالى وإلى دينه هم أحوج الناس إلى معرفة الطريق الصحيحة في مخاطبتهم الناس ، ودعوتهم وتوجيههم في سائر مجالات الحياة ، والقرآن الكريم هو المصدر الأول لهم في ذلك ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن القرآن الكريم كلام الخالق إلى المخلوق ، والإله جل شأنه إلى عباده . والمرجو أن يكون للعلماء والدعاة في هذا البحث فائدة في هذا الباب .