وضع الشيخ أبو الفتح ابن جني شرحاً لديوانه المتنبي عنوانه : ( الفسر ) وكان أول شرح لديوان المتنبي ؛ لذا نشأت حوله حركة نقدية واسعة شاكلت تلـك التي دارت حول المتنـبي ، ما بين خصوم وأنصار ومتوسطين ، ومن الشروح التي ألفت عقب الفسر : ( شرح ديوان المتنبي ) للإمام أبو الحسن الواحدي ، وفي مقدمة هذا الشرح وضعنا الإمام بين موقفين متناقضـين مـن ( الفسر ) ومؤلفه . فكان هذا البحث محاولة لاستجلاء موقفه منه وإلى أي الرأيين مال في ثنايا شرحه . وعنوان البحث : ( موقف الواحدي من ابن جني في شرحه الفسر في ديوان المتنبي ) . وقد اجتهدت في أن أستقرئ الشروح وفق منهاج من الدقة في النظر إلى لغتها ومتابعة إيحاءاتها ما استطعت . وقد خرج هذا البحث بنتائج منها : 1 ) أن الإمام الواحدي كان يزن الشروح حسب موافقتها لمعايير معينة ، منها : اللفظ ودلالته والسياق وإيحاءاته والغرض ومقتضياته . 2 ) أنه كان موضوعياً في أخذه ورده على الشراح ، وعلى أبي الفتح خصوصاً . 3 ) أن الشعر بطبيعته يرفض القراءة الواحدة .