ولما كان كتاب ( مختصر القدوري ) في فقه الإمام أبي حنيفة - رحمه الله -، لمؤلِّفه الإمام العلامة، الفقيه، أبي الحسين، أحمد بن محمد بن أحمد القدوري البغدادي- رحمه الله - المتوفى سنة (428هـ) من أفضل، وأشهر المتون المعتمدة في الفقه الحنفي، وأكثرها تداولاً، بين الحنفية، وأفضلها، وأتمها فائدة، عكف علماء الحنفية على تفهّمه، وتفهيمه، وازدحموا على تعلّمه، وتعليمه، قديماً وحديثاً. فهو مختصرٌ مباركٌ، معتبرٌ، يتميّز بوضوح اللّفظ، وسلاسة العبارة، وسهولة الأسلوب، متداول بين الأئمة، والأعيان، ويكثر اعتماد المتأخرين عليه، فقلّما يخلو منه بيت من بيوتات علماء الحنفية.) ( ونظراً لأهمية هذا المتن، وقيمته العلمية؛ عني به فقهاء الحنفية عناية فائقة، وتناولوه بالتدريس، والشّرح، والتعليق، والنظم، والاختصار،) ( ومن هذه الشروح النفيسة، شرح الإمام أبي نصر الأقطع - رحمه الله تعالى -، تلميذ الإمام القدوري.