ملخص رسالة : بلغت صناعة الأسلحة الثقيلة والنارية في العصر المملوكي مرحلة متقدمة من التطور فقد كانت خلاصة تجارب سابقة لأكثر من ستة قرون تبلورت فيها أنواع كثيرة من الصناعات الحربية التي لقيت من سـلاطين المماليك التشـجيع والدعم من حيث : توفـير المواد اللازمة للصناعـة ، وإصدار التنظيمات الخاصة بمجال التصنيع الحربي . واتخذوا من القلاع والأبراج والحصون البرية والثغور البحرية مقرات لمراكز الصناعة الحربية ؛ لحصانتها ولكونها – في الغالب – مواقع مستهدفة من قبل الأعداء. وقد بلغ عددها اثنين وأربعين مركزًا موزعة على ولايات الدولة المملوكية المهمة في مصر والشام والحجاز ، وقد كانت هذه المراكز مزودة بكل ما تحتاجه من العدد والآلات والأيدي العاملة الإشرافية والحرفية وكان يصرف على هذه المراكز بسخاء من ديوان الجيش ، أو من ريع الأوقاف المختلفة . ومن أهم الأسلحة الثقـيلة التي كانت تنتجها المصانع الحربية المملوكية المنجنيقات بأنواعها المختلفة مع تصنيع ما تحتاجه من أنواع المقذوفات التي بلغت درجة كبيرة من التطور والتنوع ، وكذلك تم تصنيع آلات الحصار الثقيلة مثل : الدبابة ، رأس الكبش ، السلالم ، والأقواس الثقيلة المتنوعة وأيضًا تم تصنيع أنواع مختلفة من مضادات الأسلحة الثقيلة مثل : الستائر ، والنيران ، والمواد الحارقة ، والكتل الحديدية والحجرية ، والمواد العازلة وغيرها