تتضمن هذه الدراسة سياسة بريطانيا تجاه فلسطين من عام 1882م/1299هـ وهو العام الذي احتلت فيه بريطانيا مصر ,حيث أصبحت فلسطين ذات أهمية للسياسة البريطانية من زاوية حساسية وقوعها تحت سيادة دولة كبرى منافسة قد تشكل تهديداً لمصالح بريطانيا في قناة السويس, وحتى عام1922م/1340هـ حيث تمت ماعرف بتسويات مسائل الشرق الأوسط,ولعل اهمية الموضوع تتجلى في ان هذه الحقبة شكلت مرحلة التخطيط البريطاني لجعل فلسطين وطناً قومياً لليهود ,حيث أصبحت الظروف الدولية مواتية لتنفيذ تلك السياسة مع نشوب الحرب العالمية الأولى, وكما أوضحت التقارير الدبلوماسية البريطانية أن فلسطين والقدس تعتبر مركز المسألة الشرقية , كان ذلك من أهم أسباب اختياري هذا الموضوع لدراسته الى جانب أن رسالة الماجستير قد كانت درست سياسة بريطانيا تجاه التوسع الفرنسي بالمغرب من 1898-1912م , حيث بدراسة هذا الموضوع يمكن الإلمام بسياسة بريطانيا تجاه المشرق العربي في نفس الفترة التاريخية. وتهدف هذه الدراسة إلى تحليل متعمق للسياسة البريطانية تجاه فلسطين ، وطبيعة العلاقات البريطانية اليهودية التي أدت إلى أن تتبنى بريطانيا سياسة إنشاء الوطن القومي اليهودي في فلسطين . من خلال معرفة التحولات الجذرية في تعامل الشعب الإنجليزي مع اليهود عبر التاريخ ، من شعب يضطهد اليهود إلى شعب يأويه ويحنو عليه ويسعى إلى تحقيق أهدافه نيابة عنه . وتسلط الدراسة الضوء على كيفية حدوث هذا التحول إلى الدرجة أن أصبحت بريطانيا التي قدمت وعد بلفور ضامنة إيجاد الظروف المناسبة لإنشاء الوطن القومي اليهودي وضمان أمنه , وبينت الدراسة مدى هذا التحول في السياسة البريطانية تجاه فلسطين من منع سقوطها بيد دولة كبرى منافسة,وفق منظور استراتيجي,الى اهتمام خاص بإقامة الوطن القومي اليهودي في فلسطين.