اشتهرت منطقة المدينة المنورة منذ القدم بزراعة أشجار نخيل التمر ( Phoenix dactylifera L. ), والذي تأثر بتلوث الهواء وذلك بسبب التسابق اللاواعي للإنسان للظفر بكل ما هو جديد في مجالات التنمية المختلفة, دون الاكتراث لما يمكن أن يسببه ذلك التلوث من آثار سلبية على البيئة وما تحويه من كائنات حية. وفي هذا البحث تمت دراسة تأثير الغبار المتراكم على أوراق نخيل التمر المزروعة بمنطقة المدينة المنورة وذلك في أربعة مواقع مختلفة من حيث درجة تعرضها للغبار. وتمت دراسة كل من المحتوى المعدني والعضوي والمائي للأوراق ومحتواها من الرماد, وكذلك تأثير الغبار على السطح الخارجي للورقة وتركيبها التشريحي, بالإضافة إلى ما تضمنته الدراسة من تحليل لعينات من تربة المواقع تحت الدراسة. وقد خلصت الدراسة إلى أن الغبار يؤثر على أوراق أشجار نخيل التمر وخاصة تلك المزروعة على حواف المزارع والتي تستقبل الكمية الأكبر من الغبار, حيث اتضح ذلك التأثير من خلال الزيادة في كل من المحتوى المعدني والعضوي والمائي للأوراق المعرضة للغبار بشكل أكبر من تلك الأوراق التي ينخفض معدل تعرضها للغبار سواءاً كانت مزروعة في داخل المزارع أو تلك التي تم إزالة الغبار عنها عن طريق غسلها. وأوضحت دراسة الشكل الظاهري للأوراق من خلال استخدام تقنية المجهر الإلكتروني ودراسة التغيرات التي أحدثها الغبار على السطح الخارجي للأوراق, وجود تراكمات عديدة وتشققات تراوحت في مستواها من منخفضة إلى عميقة مع تواجد لبعض النموات الفطرية على سطح الأوراق المعرضة للغبار, في حين اختفت أغلب تلك التأثيرات في الأوراق التي تم غسلها. وبيَنت الدراسة وبشكل عام أنه كلما ابتعدنا عن الشوارع العامة والمناطق القريبة منها كلما انخفض تأثير الغبار على أشجار نخيل التمر. أما فيما يخص التربة فقد أوضحت الدراسة أن هناك علاقة بين التأثيرات التي ظهرت على النباتات تحت الدراسة وبين التربة المزروعة فيها تلك النباتات.