عثمان بن بشر وكتابه عنوان المجد في تاريخ نجد

مدى
1 item
نوع الرسالة الجامعية
أطروحة (ماجستير)-جامعة أم القرى، كلية الدعوة واصول الدين، قسم الحضارة والتاريخ، 1423 هـ.
الملخص

وتبين من خلال الدراسة الدور المهم الذي لعبته الدولة السعودية والشيخ محمد بن عبدالوهاب للصحوة الإسلامية في كافة مناطق الجزيرة العربية ,بل وخارجها , والمواقف التي لاقتها من أعدائها سواء الحكام منهم أو المشايخ والذين وقفوا ضدهم في دعوتهم كالشيخ سليمان بن سحيم , والشيخ عبدالله المويس , والشيخ مربد التميمي , والذين لعبوا دور فعال في تحريض حكام الأحساء في معادة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وتسببوا في طرده من العيينة واتجاهه إلى الدرعية , ومن ثم ظهور الدولة السعودية الأولى, ومحاولتها بسط نفوذها في كافة مناطق نجد, وظهور أعداء جدد لها كالشيخ محمد بن عفالق الأحسائي, والشيخ محمد بن فيروز ,والشيخ راشد بن خنين, والشيخ سليمان أخو الشيخ محمد بن عبدالوهاب, والشيخ عبدالله الزبيري , والشيخ ناصر بن سحيم , ومن الحكام دهام بن دواس , وزيد بن زامل , وعثمان بن معمر , والشريف غالب , ومحمد علي باشا , ومحمد بن معمر , ومشاري بن سعود والذي تسبب في مقتل الإمام تركي , وخالد بن سعود و وعبدالله بن ثنيان , وغيرهم من الأعداء الذين استطاعوا اشغال بال أئمة آل سعود لفترة من الوقت, وكيفية قضائهم على أولئك الخصوم . وخلصت الدراسة إلى توضيح تقيم مؤرخي العصر الحديث لكتاب (عنوان المجد) ومدى أهميته كمصدر وحيد يتحدث عن فترة الدولة السعودية الأولى والثانية ,ومدى اعتمادهم عليه في بلورة مؤلفاتهم في هذا العصر , ومن هؤلاء المؤرخين معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر , والأستاذ عبدالله بن خميس, والأستاذ عبدالرحمن السنيدي, والشيخ حمد الجاسر, وأوردت آرائهم في هذا الكتاب وتعليقي على الموضوع والتي اتضحت من خلال الدراسة . وتبين من خلال الدراسة الكثير من المظاهر الحضارية التي حواها كتاب(عنوان المجد) والتي تمثلت في حرص أئمة آل سعود على الاهتمام بالدرعية والتي أصبحت عاصمة للجزيرة العربية, وشهدت عصرها الذهبي في عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز , والتعرف على أحيائها وأسواقها ومنازلها وقصورها , بالإضافة إلى اكتشاف الحمامات فيها. وكذلك وصف المعدات الحربية التي استخدمت في غزواتهم التوحيدية من سيوف وبنادق ومدافع وقبوس وقنابر والتي أوضحت تعريفات كل منها من خلال الدراسة, بالإضافة إلى الأسلحة التي صنعها أعدائهم لقتالهم كالعجول الخشبية , والزحافات لدك الأسوار والحصون والسلالم لتسلق الأسوار وغيرها. والاستعدادات الحربية تأنشائهم لقصر غذوانه الذي إنشائه الإمام عبدالعزيز في الرياض للتضييق على أهلها في عام 1171ه‍/ 1757م , والأستعدادات الحربية المتبعة في قتالهم لأعدائهم من أساليب المباغتة أو الهجوم المكشوف , وأحياناً استخدام الكمين, أو أساليب الكر والفر , واستخدم أسلوب الزحف. والتعامل بالكثير من العملات المتوفرة في ذلك العصر كالأحمر والمحمدية , والجديدة والمشخص, والريال الفرنسي الذي كان من أكثر العملات الشائعة الاستخدام , والتعريف بكل منها ,ومعرفة الأوزان المستخدمة لوزن الحبوب والتمور والزيوت سواء داخل نجد أوخارجها كالوزنة والصاع والاردب والمكيال والرطل واستخدامهم للذراع لوزن الخشب,واهتمامه بارتفاع الأسعار وانخفاضها لما لذلك من دور مهم في اقتصاديات حياتهم ومعيشتهم . بالإضافة إلى الحرص على تزيين مجالس آل سعود وقصورهم ومن ذلك وصفه لمجالس الإمام سعود الخاصة بمقابلته لرعيته وسماع شكاياهم ,واعطائهم الدروس , ومجالسه المخصصة للضيوف . وكذلك في عهد الإمام تركي وانتقال العاصمة إلى الرياض بدلاً من الدرعية وبناء قصره المشهور فيها والذي عرف بقصر الحكم ,ووصف قصر الإمام فيصل الذي عرف بفخامته والذي يقع في وسط مدينة الرياض ,والتعريف ببواباته التي اشتهرت بأسماء الأمكنة التي وفقت فيها . واتضح من الدراسة الدور الفعال الذي لعبه الإمام سعود في العمل على النيل بشرف كسوة الكعبة المشرفة والتي استمرت من عام 1221ه‍/ 1806م وحتى عام 1227ه‍/ 1812م , حيث كساها بالقز الأحمر , والقيلان والديباج الفاخر , وكانت كسوة الباب من الحرير المطرز بالذهب والفضة . وكشفت الدراسة أيضاً عن شدة اهتمام أئمة آل سعود بنشر العلم في مناطق نجد وخارجها , فقد حرص كل من الإمام عبدالعزيز والإمام سعود على صرف إعانات مالية على طلبة العلم , كما أسهمت في توسيع نطاق العلم ودفعه إلى الأمام نتيجة لتأثير دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب على السكان , بالإضافة إلى عقد مجالس علمية يؤمها قادة آل سعود أنفسهم كمجالس الإمام سعود العلمية , والتي كانت تعقد يومياً بعد صلاة الظهر والمغرب والعشاء , ومجالس الإمام تركي التي تعقد كل اثنين وخميس من كل أسبوع, وفرض العقاب على كل من عرف بالتخلف عن مجالس العلم في كافة المناطق . بل وأن لأئمة آل سعود مجالس علمية حتى في غزواتهم الحربية كمجالس الإمام فيصل والتي حضر ابن بشر واحداً منها. ومن جهة أخرى فإن كتاب (عنوان المجد) حوى الكثير من المعلومات التي تتعلق بأمور حدثت خارج نطاق الجزيرة العربية كوصفه للأمراض التي تقع في مدن العراق والخوف من وصولها إلى مناطق نجد ,وتحدثه عن غزوات عربان المنتفق, وقصة وصول الفرنيس إلى مصر, أو الحديث عن سلاطين الدولة العثمانية , والضعف الذي دب في أوصالها , أو ذكره لوفاة بعض العلماء في الشام واطلاعه على مؤلفاتهم , أو حصار العجم لمدن العراق وغير ذلك من الأمور التي شملتها الدراسة .