أهمية البحث من دوره في الدفاع عن الحضارة العربية الإسلامية، وحماية مقوماتها ممن يحاولون أن يسيؤوا إليها ويُقلّلوا من شأنها ويضعفوها لتكون فريسة سهلة للمتآمرين، ولحرصه على الحفاظ على الهوية العربية والإرث الثقافي للأمة العربية الإسلامية من الدسائس والمكائد، التي يريد أن يلحقها بحضارتنا العربية الإسلامية العريقة الذين ينعقون بدعوة الغرب إلى التخلي عن هويتنا ولغتنا العربية والتنكر لديننا الإسلام بدعوى أنها سبب تأخرنا ثمّ السير في ركب الحضارة الغربية ليعلو شأننا بين الأمم. ويتكون هذا الكتاب من مقالات يردّ بها على لويس عوض تباعاً لما كان ينشره من مقالات في جريدة الأهرام يسيء فيها إلى الأدب العربي والتاريخ العربي، فقد نشر لويس عوض مقالات تحت عنوان ""على هامش الغفران"" ذكر فيها أنّ المعري قد تأثر بالآداب اليونانية، وألمح إلى أثر اليونانية في الحديث النبوي الشريف، مما دفع محمود شاكر إلى الخروج من عزلة كان قد فرضها على نفسه ليبيّن خطأ لويس عوض ومنهجه وتهافته، ومن الجدير بالذكر أن مقالات محمود شاكر كشفت عن عمق في الأدب والثقافة وغزارة في العلم ورصانة في الأسلوب وتقديم الحجة الدامغة. وقد فرض موضوع الكتاب النقدي، ودوره الدفاعي على لغة الكتاب أن تكون لغة تواصل وحجاج، فمحمود شاكر المنافح عن الهوية العربية الإسلامية يعرض أفكاره ونقده في سياق لغوي يسعى إلى أن يؤثر في الآخرين، وأن يقنعهم بأفكاره، لذلك كان اختيار هذا الكتاب من وجهة نظري ملائماً لدراسة أساليب الحجاج فيه، فالحجاج هو خطاب بين طرفين أو أكثر، يسعى المحاور إلى أن يؤثر في الطرف الآخر، وإقناعه بوجهة نظره من الخطاب، باستخدام وسائل وآليات معيَّنة في الحجاج، تعينه على تحقيق مقاصده.