زيادات الإمام النووي واستدراكاته على الإمام الرافعي من بداية كتاب القضاء إلى نهاية كتاب الدعاوى والبينات من خلال كتاب الروضة : جمعا ودراسة
لعل من أهمية الموضوع وسبب اختياره إضافةً إلى ما سبق بيانه ، يمكن أن أجملها في الأمور التالية : الأمر الأول : المكانة المرموقة التي لقيها كتاب روضة الطالبين وعمدة المفتين وأهميته الفقهية وخاصة في الفقه الشافعي فهو عمدة الشافعية وإليه المرجع في النقل ولذا فقد اعتنى علماء المذهب به اعتناءً لا مثيل له ، فمنهم من شرحه ، ومنهم من اختصره ، ومنهم من قام بالتعليق والتحشية عليه ، ومنهم من أفرد زوائده ، قال ابن حجر الهيثمي : ( فالذي أطبق عليه محققوا المتأخرين ، ولم تزل مشايخنا يوصون به ، وينقلونه عن مشايخهم .. أن المعتمد ما اتفقا عليه ( أي الرافعي والنووي ) .. فإن اختلفا فالمصنف ( أي النووي ) .. الخ ( ) الأمر الثاني : أن جمع هذه الزيادات ، والاستدراكات ، وبحثها ، يتيح الاستفادة من هذه الزيادات ويسهل الانتفاع بتلك الاستدراكات ، إذ أن غالبيتها هي في حقيقتها تفريعات لطيفة ، ومباحث دقيقة ، قد حوت مسائل نادرة ، وتعليقات مهمة ، ضمنها مؤلفها أقوالاً مستدركة ، وأوجهاً مخرجة وصوراً ملحقة ، وأحكاماً مستنبطة ، كما تضمنت شروح كلمات ومصطلحات ، وعبارات توضيحية ، فأتت زيادات مكملات ومتممات ومصوبات الأمر الثالث : لا شك أن في جمع هذه الزيادات والاستدراكات ، ودراستها ، إثراءً للمكتبة العلمية الإسلامية ، وفيه إسهام في إبراز جهود العلماء المتقدمين ، وخدمتها وإظهارها ، أمام طلاب العلم ، وهي إضافة جديدة في محتويات المكتبة الإسلامية . الأمر الرابع : رغبتي الشديدة في مشاركة زملائي الذين سبقوني في دراسة أجزاء من هذا الموضوع حيث اجتمعت همتي المتواضعة ، وتوجهت إرادتي ـ بفضل الله تعالى ـ إلى جمع هذه الزيادات والاستدراكات ، وبذل الوسع ما أمكنني ذلك في جمع تلك المسائل ودراستها رغبة في الإطلاع على كنوزها ، والكشف عن مكنونها ، فأسأل الله لي العون والتسديد .