الدعاء وأحكامه الفقهية
أهمية الدعاء في حياة المسلم، فلا يستغني مسلم عن الله طرفة عين. 2- الدعاء عبادة وله أثر بالغ وفائدة عظيمة والعبادة ينبغي بيان ما شرعه الله فيها وما منع فيها حتى لا يقع الداعي في شيء من البدع. 3- أهمية موضوع الدعاء وحاجة الناس إليه، حيث إن أهمية الموضوع تزيد كلما كانت مسائله متعلقة تعلقاً مباشراً بواقع الناس، كما قال النووي ( ) - بعد ذكره لبعض الآداب - قال: «إنما بسطت هذا الفصل على خلاف العادة؛ لأنه أحكام وسنن تدعو الحاجة إليها، ويكثر العمل بها، فهي أولى من نوادر المسائل التي لا تقع إلا في العادة». 4- الكتب المفردة، والأبواب المعقودة للدعاء غالباً ما تتحدث عن فضائل الأدعية، وصيغها، ومواضعها، أما أحكامها الفقهية فقل أن يهتدي إليها القارئ غير المختص والمتتبع، وذلك لتفرقها في ثنايا كثير من الكتب والأبواب. 5- في بعض مسائل الدعاء ما يحتاج إلى عناية من جمع الأدلة، وبيان خلاف العلماء، وتحرير محل النزاع وبيان القول الراجح فيه. 6- كثرة البدع والأخطاء في الدعاء، وذلك لجهل كثير من الناس بأحكامه، ولعدم قدرتهم على الاهتداء إليها. 7- سعة موضوع الدعاء وشمولـه، إذ أنه يدخل في أكثر أبواب الفقه مما يحدو بالباحث إلى أن يطلع على أكثر الأبواب، ليلم بأحكامه ومسائله. لهذه الأسباب وغيرها عزمت على اختيار هذا الموضوع، وأسأل الله التوفيق والإعانة. الدراسات السابقة: أحكام الدعاء الفقهية لم تفرد بالبحث حسب التتبع، وإنما اهتم العلماء – رحمهم الله – بآداب الدعاء وشروط إجابته وفضائله، وجمع الأحاديث في ذلك. ومن أمثلة ما صنف: • الدعاء.. لأبي عبدالرحمن محمد بن فضيل بن غزوان الضبي – ت 195هـ. • الدعاء.. للإمام الحافظ أبي عبدالله الحسين بن إسماعيل المحاملي – ت 330هـ. • الأزهية في أحكام الأدعية تصنيف محمد بن بهادر الزركشي – ت 794هـ وغيرها كثير. وهناك من اهتم ببحث المسائل العقدية في الدعاء، كرسالة (الدعاء ومنزلته من العقيدة)، لأبي عبدالرحمن جبلان بن خضر العروسي. وهذه الرسالة لا تتفق مع البحث إلا في الجزء التمهيدي، (تعريف الدعاء، وأنواعه، آدابه وشروط الإجابة) فقط، وباقي أبواب الرسالة، وفصولها فيما يخدم الجانب العقدي للدعاء