الترجيح بالسنة عند المفسرين : جمعا ودراسة / ناصر بن محمد بن صالح الصائع ؛ إشراف غالب بن محمد الحامضي.
وقد دفعني إلى اختيار هذا الموضوع أمور منها: أولاً: أهمية هذا الموضوع وتبرز أهميته من ثلاث جهات: الأولى: من جهة موضوعه الذي يبحث في معاني كلام الله عز وجل، فهو خادم لأشرف كتاب، مع شدة الحاجة إليه فقد أمر الله بتدبر القرآن، وتدبره من صور تفسيره، والموضوع من أشرف موضوعات التفسير إذ يبحث في الراجح من الأقوال التفسيرية. قال ابن مسعود ( ):"" من أراد علم الأولين والآخرين فليثوِّر القرآن""( ). الثانية: من جهة أهمية دراسة الترجيحات والاختيارات، خاصة وأننا أمام حشد كبير من الأقوال التفسيرية، ومعرفةُ الراجح مع أدلته هو التفسير على الحقيقة. الثالثة:من جهة المرجِّح:وهي السنة النبوية والتي هي المصدر الثاني من مصادر التشريع،وهذا النوع من الترجيح،صورة من صور تفسير القرآن بالسنة،قد لا يتنبه له. قال الراغب الأصفهاني ' ( ):"" أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان تفسير القرآن. بيان ذلك أن شرف الصناعة إما بشرف موضوعها ... وإما بشرف غرضها.... وإما لشدة الحاجة إليها... فصناعة التفسير قد حازت الشرف من جهات ثلاث من جهة الموضوع ومن جهة الغرض ومن جهة شدة الحاجة إليه، أما من جهة الموضوع؛ فلأنَّ موضوعه كلام الله تعالى الذي هو ينبوع كل حكمة ومعدن كل فضيلة فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم لا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه.