أحكام البيئة في الفقه الإسلامي
ويمكن تلخيص أهم أسباب اختيار هذا الموضوع فيما يلي : أولاً: أن بحث أحكام البيئة ومشكلاتها وما يجب لها من الحماية من جملة ما جاء به دين الإسلام الحنيف ، بل إن من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية - كما سبق - حماية الناس ، وحفظهم من كل خطر أو ضرر ، وسوف يأتي في ثنايا هذا البحث ظهور روح شريعة الإسلام في قضايا عصرية كثيرة ، حيث نلحظ الإرشاد إلى أصول ومبادئ دفع الضرر ، ومنع الإسراف ، وترشيد الاستهلاك ، والحث على العمل المثمر النافع ، فالإسلام دين شامل لكل جوانب الحياة الإنسانية ، وليست البيئة خارجة عن هذا الإطار، ولعل من الأمثلة الواضحة في ذلك أن الشرع جعل الطهارة في البدن والثوب والأرض شرطاً لصحة الصلاة ، وجعل إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان . ثانيًا: أن من واجب العلماء إبراز معالم الشريعة الإسلامية في موضوع البيئة، وذلك بنشر الوعي الديني بين الناس، ومناقشة موضوعات البيئة من منطلق شرعي، لأن الباعث الديني من أقوى البواعث على حمل النفس البشرية على الاستجابة . ثالثًا: قلّة الدراسات الشرعية المتعلقة بموضوع البيئة ( ) ، مع كثرة ما كتب في هذا الموضوع من بحوث ودراسات ، وما عقد بشأنه من دورات وندوات أو مؤتمرات فصوت الشريعة الإسلامية لم يسمع في كثير من هذه المؤتمرات، علىالرغم من أن شريعة الإسلام هي المصدر الرئيس للتشريع لدىكثير من المجتمعات . رابعًا: أن موضوع البيئة من الموضوعات المعاصرة الهامة، التي تتجه الأنظار لعلاج مشكلاتها والعناية بها، فبحث مسائل وقضايا البيئة فيه معايشة للعصر؛ لارتباطه وتدخله في كثير من شؤون حياة الناس اليوم .