المستخلص: لم تخل الدراسات العلمية من طرح قضية أهل الذمة في المجتمع الإسلامي، وقد تناولت تلك الأطروحات جهات مختلفة من العالم الإسلامي، كما تناولت فترات زمنية متباينة حسبما يقتضيه مسار كل دراسة، وهذا يدل على الأهمية التي اكتسبتها تلك الفئة في وسط المجتمعات الإسلامية، وآليات التعامل معها، ودورها في الحياة العامة. ولقد مثلت مملكة بني عباد في اشبيلية فترة زاهية من فترات الوجود الإسلامي في الأندلس فضلا عن كون اشبيلية كانت مدينة جاذبة لفئات كثيرة من المسلمين وغيرهم، وذلك بما حباها الله تعالى به من توافر الظروف الملائمة للنشاط البشري كاعتدال الجو وخصوبة التربة كل هذا جعل اشبيلية تعيش ازدهاراً اقتصادياً، وحضارياً، وبشرياً عن بقيه مدن الأندلس ، ولقد ضمت - بين عناصر سكانها- فئة أهل الذمة الذين عاشوا في وسط المجتمع الإشبيلي لمدة طويلة قبل بني عباد وبعدهم، هذه الفئة التي ظهر دورها في مجالات الحياة المختلفة كالعلمية، والاجتماعية، والاقتصادية، والإدارية وما أسهمت به في الجوانب السياسية والدبلوماسية، التي خدمت من خلالها دولة بني عباد بحكم التجاور والعيش على أرض واحدة وبحكم تداخل المصالح سياسية، وعسكرية، وبشرية ليس في إشبيلية وحدها بل في أنحاء الأندلس المختلفة. .