اختيارات علاء الدين علي بن سليمان المرداوي الفقهية في الطهارة
تتضح أهمية الموضوع في أمور عدة منها : أولاً إن الفـقه الإسـلامي من أشـرف العـلوم وأنفـعها بعـد عـلم الـتوحيد ؛ وذلك أن جميع العلوم الشرعية تخدمه وتصب فيه , فالتفسير وعـلومه , والسنة وعـلومها, وعلم الأصول, والأقيسة الغـاية منها معرفة الحلال والحرام إذ هـو مـدار التكـليـف . ثانياً : إن لـدراسة أحكـام الطهـارة أهـمية كـبرى في الإسـلام ؛ وذلك لأنها شـرط لصحـة الـصلاة الـتي هـي قـيام بين يـدي الله تعـالى , فـأداؤهـا بالطهـارة تعـظيم لله تعـالى , وعـدمها يـخـل بالـتعـظيـم , وينـافي مـبدأ النـظـافـة الـتي تـتحقـق بالغـسـل المتكرر , فالـطهارة تطـهـر الروح و الجـسـد معاً , وقـد امـتـدح الله المـتطـهريـن فـقال : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ . ثالثاً :إن الـدراسة الفــقـيهة المقارنة تكـسب طالب العـلم مـلـكـة الـربـط بين الحـكـم ودلـيله , و الـقـدرة عــلى المـناقـشة . رابعاً إن دراسـة الاخـتيـارات الفـقـهـية للأئــمة له أهـمية خـاصة ؛ إذ هـو يمـيز فـقه كـل إمام عـن غـيره , كـما أنه يـؤدي إلى الوقوف عـلى أسباب الاخـتيـار, والـتأكيـد على أن اتباع الحـق هو رائـد الجمـيع .