تكمن أهمّـيّةُ هذا الموضوع، والأسبابُ من وراء اختيارِه فيما يلي: أوّلاً: رغبتي الملحّة، وميلي الشَّديد للتّـخصّـصِ في أصولِ اللّغةِ، أكثرَ من غيره، ومن حسن حظّي: أن اجتمعت – تحت سقف هذا الموضوع – ثلاثةُ فروعٍ في أصولِ اللّغة، وهي: علمُ اللّغةِ الحديث، وفقهُ اللّغة، والدّراساتُ المعجميّة؛ فقد أفدت من النّـتائج الّتي توصّل إليها علمُ اللّغةِ الحديث، وحاولت توظيفها – وأنا أتتبّع ظاهرةَ الاقتراضِ اللّغويِّ في الصّحاح – على كلّ ما يعترضُ طريقي من القضايا اللّغويّةِ المختلفة. كما حظِيتُ بالتّنقّل في عالم كتبِ فقهِ اللّغة، مستنيراً بروائع نتائجها، ومحاولاً توظيفها كذالك في خدمة موضوعِ البحث. كما وُفِّقتُ بارتيادِ معجماتِنا اللّغويّة – على اختلاف أنواعِها ومدارسِها – والاغترافِ من معينها الصّافي، كلُّ ذلك بغيةَ خدمةِ الموضوع.