الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم جميعا في الكتب التسعة ومسندي أبي بكر البزار، وأبي يعلي الموصلي، والمعاجم الثلاثة لأبي القاسم الطبراني / سعود بن عيد بن عمير الصاعدي.
الدواعي التي حثتني، وهيأتني للكتابة في هذا الموضوع الجليل بعد مشيئة الله-عز وجل-عدة.. . وأهمهـا: أولاً: أني أحب إلهي، وديني، ورسولي-صلى الله عليه وسلم- . وكذا أحب من صحبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأخذوا عنه، وبلغوا رسالته من بعده، وأتولاهم جميعاً( )، وآخذ بسيرتهم وطريقتهم، وأسير على سبيلهم ونهجهم، وأترحم عليهم؛ لأن (حبهم سنة، والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة) ( )، وأعرف لهم حبهم لله، ولرسوله-صلى الله عليه وسلم-، وحب الله ورسوله-صلى الله عليه وسلم-لهم، وعظيم مكانتهم في الدين، وبصيرتهم فيه، وقوتهم على الدعوة إليه .. . فهم غرس من غرس يده-صلى الله عليه وسلم- ، وسهم من كنانته، كأنما نجلتهم أبوة ، ونتقتهم أمومة -رضي الله عنهم جميعا-، وجمعني بهم، وسائر المُسلِمين في مستقر رحمته، ودار كرامته. ومن الفأل أن آخر حديث خرجته، وأودعته الرِّسالة: ما رواه الشيخان من حديث أبي موسى الأشعري -- قال: قيل للنبي--: الرجل يحب القوم، ولمّا يلحق بهم؟ قال: (المرء مع من أحبّ).. . ولتأخره سبب ليس هذا مكان إيراده. فأسأل الله-تبارك وتعالى- نية سالمة، وسريرة ناصحة، وتوحيدا محققا، ومعتقداً خالصا، وأن يصلح عملي، وأن يدخر لي ما كسبت ، ويكتب لي ما احتسبت؛ إنه رؤوف رحيم، جواد كريم. ثانياً: أن في جمع هذه الأحاديث، ودراستها ذبّاً عن حمى الإسلام، وعقيدة السلف الصالح، وحماية لجانب الإيمان والتوحيد، ودفاعاً عن سنة النبي-- ، وحفظاً لحقوقه، ولحقوق أصحابه، وإلجاماً بالحق المبين، والحجة البالغة على من استظهروا بالفرقة على الجماعة، واستبدلوا الغواية من الهداية، فاستطالوا على مراتب الصحابة السنية، ودرجاتهم الرفيعة، وتعدوا على أعراضهم المصونة الشريفة، وفضائلهم العالية النفيسة، واتخذوا منهم-أو من بعضهم، جماعات أو أفراداً- دريّة لرماحهم، وغرضاً لسهامهم، يهْلِك على ذلك الهرم الكبير، ويستنهج سبيله الناشئ الصغير، أو المنحرف الغرير( ) .. . وقد عقد الخطيب البغدادي-رحمه الله-في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع( )فصلاً في أدب إملاء فضائل الصحابة ومناقبهم،