الأحكام الفقهية المستفادة من الهجرة النبوية
ملخص البحث : أهمية الموضوع ؛ فنابعة من تعلقه بحدث عظيم غيّر مجرى التاريخ عمومًا ، وتاريخ الدعوة الإسلامية خصوصا ، ألا وهو هجرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم التي فرّقت بين الحق والباطل ، وبين الإسلام والشرك ، وقامت على أساسها الدولة الإسلامية الأولى في المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام . أما أهمية الموضوع من الناحية الفقهية ؛ فلأن حادثة الهجرة قد حوت عددًا من المسائل والقضايا الفقهية ( والتي سيأتي بيانها لاحقًا بإذن الله ) مما لا يكاد يوجد في غيرها ، واستنبط منها علماؤنا الأجلاء - رحمهم الله - أحكامًا فقهيةً ، وحِكَمًا وآدابًا ، بل أفرد بعض المتأخرين كتبًا للحديث عن تلك الحادثة وما يتعلّق بها . وفيما يلي أسباب اختيار هذا الموضوع : 1- نظرًا لأن هذا الموضوع ( بحث تكميلي ) ؛ ولأنّ حادثةَ الهجرةِ ملائمةٌ له من حيث عدد المسائل الفقهية الواردة فيها ، وذلك أنّ الهجرة لم تستغرق إلا أيامًا معدودة ( وهي المدة التي قضاها النبي مهاجرًا من مكة إلى المدينة ) ؛ وحيث إنه لم يصلنا من المرويات عن تلك الفترة الزمنية - مما يتصل بالأحكام الفقهية - إلا مرويات محددة في مسائل محددة ؛ فإن هذا مما دفعني لاختيار هذا الموضوع لكونه لائقًا زمنًا ومسائل لما أنا بصدده