وفي العصور المتأخرة انتشر هذا الصنف من البشر في مجتمعات المسلمين ، واستطاعوا أن يؤثروا على كثير من عوام المسلمين, وراجت بضاعة السحر بينهم ، وتعلقوا بمن يعرضها في سوق المنكرات، حتى غدت شغل البعض الشاغل في المجالس وعبر القنوات ووسائل الاتصال المختلفة، فكان من النصح والحسبة العمل على حماية هذا المجتمع مما قد تأثر به غيره من مجتمعات المسلمين ، والعمل على وقايته وحمايته ؛ ممن يتجرؤون على تجاوز الحدود والسدود ، وأصبحوا يقتحمون على الناس خصوصياتهم عبر الاتصالات الهاتفية، والقنوات الفضائية، والميادين الترفيهية؛ فكان من الواجب على الدعاة والمصلحين التبيين للناس، وإيضاح الموقف الشرعي من كلّ ذلك ، وهذا داخل في الحسبة الوقائية ، حماية للمجتمع من كل ما يهدده من مخاطر وشرور ، وهذا من الفقه المطلوب ؛ وهو محاربة الشر قبل وقوعه ، وهو أقوى في التأثير والتعامل مع ذلك الشيء الضار مما لو انتظرنا أن يقع وينتشر ثم نحاول بعد ذلك إزالته، والوقاية خير من العلاج، وأسهل وأيسر، وأمر الوقاية في الإسلام مطلوب طلبا مؤكدا ؛ خاصة في المسائل المشكلة والخطيرة ، كأبواب الشرك والسحر ونحوهما .