لم يستطع الباحث أنْ يقف على أخبار ابن الحفيد ، صاحبِ هذا الكتاب بما يشفي العليل ويروي الغليل ، إذْ أنّ أخباره قليلةٌ شحيحةٌ ، لا تكاد تذكر ، فأصحاب الطبقات والتراجم الذين ترجموا له ، لم يتحدثوا عن حياته ، ولا عن مولده ، ونشأته ، وتعليمه ، وشيوخه ، وتلامذته ، وجهوده العلمية ، وتصدّره للتدريس ، ورِحَلاته ، ولم يحدّدوا زَمَنَ مولده ولا وفاته ، بل كلّ ما جاء في هذه المصادر هو عبارة عن إشارةٍ مقتضَبةٍ عنه ، حيث يذكرون أنَّ اسمه : المولى الفاضلُ النبيلُ سيفُ الدّين أحمدُ بنُ يحيى بنِ محمّد ابنِ سعدِ الدّين مسعود ابن عمر التفتازانيّ الهَرويّ ، الشهيرُ بشيخ الإسلام ، وبأحمدَ الحفيد قالوا إنه كان وحيد زمانه وفريد عصره في أكثر العلوم ، وخصوصاً الفقه والحديث ، وهو من كبار قضاة العامّة ومشايخ إسلامهم ، وقد تولى القضاء "" بهَرَاة المحميَّة "" منذ ثلاثين سنة ، في دولة السلطان حسين مرزا البايغرا ، إلى أنْ توجّه إليها عسكر السلطان المظفر الغازي في سبيل الله ، الشاه إسماعيل بن السلطان حيدر الصّفوي الموسوي ، أوّل ملوك الصَّفَويـَّة الثمانية العادلة المنصورة ، وفتحوها بالميمنة والإقبال في شهور سنة ست عشرة وتسعمائة ، فصدَر أمْرُ السلطان المعظّم ، بقَتـــْل هذا الرّجل في جماعة أخرى من علماء "" الهَرَاة