الإشارة ودلالتها على الأحكام الشرعية دراسة تأصيلية-تطبيقية /
فإن خير ما يُبْذل فيه العُمر والجهد هو التفقّه في دين الله تعالى ، قال عليه الصلاة والسلام : ( من يرد الله به خيراً يفقّهه في الدين ) ( ) ، فمن رُزق الفقه في الدين فقد أُوتي خيراً عظيماً ، ومن حُرِمه فقد حُرِم حظّاً وفيراً . إلا أن الفقه في الدين ليس دعوى يدّعيها كلّ أحدٍ ، بل هو مضبوطٌ بأصول وقواعد وضوابط متينة ، ومن حُرم هذه الأصول فقد حُرم الوصول . وذلكم الفقه لا يُتحصل إلا بعد تحصيل تلكم الأصول والالتزام بها في النظر والاستدلال والترجيح . وإذا كان علم أصول الفقه بهذه المثابة فإن شرفه من شرف الفقه ، وتحصيله مؤذنٌ بتحصيل الخيرة الموعود بها من تفقّه في دين الله جلّ وعلا . وقد شَرُفَ علم الفقه وأصوله بازدواج العقل والنقل فيهما ، فليسا تصرفاً بمحض العقول بحيث لا يتلقاه الشرع بالقبول ، ولا من قبيل التقليد المحض الذي لا يشهد له العقل بالتأييد والتسديد .