الأسرة الظهيرية في مكة في العصر المملوكي (648ـ 923هـ / 1250ـ 1517م) = Al-Zahiyyrih Family in Makkah During The Mamluki Period 648-923 AH \ 1250-1517 AD))
تعتبر الأسرة الظهيرية من أشهر الأسر العلمية في مكة المكرمة، حيث اشتهر أفرادها بالرئاسة بالعلم في أجيال متتابعة طيلة ستة قرون، أي منذ القرن السابع الهجري وحتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر الهجري فتولوا خلال ذلك وظائف دينية وتعليمية بمكة وخارجها، مثل القضاء بمكة، والخطابة بالمسجد الحرام ونظره، والحسبة بمكة والتدريس بمدارسها، بالإضافة إلى قضاء جُدَّةَ وخطابتها. وقد تلقى أفراد هذه الأسرة علومهم على علماء من داخل مكة وخارجها، حيث قاموا بالعديد من الرحلات في طلب العلم إلى البلدان الإسلامية وأخذ العلم من علمائها، وكان لأفراد هذه الأسرة مكانة مرموقة في المجتمع المكي وعند أشراف مكة والسلاطين المماليك، بعض حكام الدول الإسلامية، وقد كانت هذه المكانة قبيل العصر المملوكي ثم استمرت إلى العهد العثماني، وقد ألف بعض أفراد هذه الأسرة كتباً في عدد من العلوم، ولم يقتصر اهتمام هذه الأسرة على تعليم الذكور من أبنائها، بل ظهر الاهتمام بنساء هذه الأسرة، حيث كان لهن نصيب في أخذ العلم من عدد كبير من العلماء المكيين وغيرهم، كما أن بعضهن أجزن لعدد من العلماء. وقد نهجت الدراسة منهج البحث التاريخي العلمي، القائم على جمع المادة العلمية من مصادرها المتعددة، كالمخطوطات، وكتب التاريخ، والتراجم، والرحلات، والمراجع الحديثة، والرسائل العلمية، والدوريات، ومن ثم تحليلها بطريقة علمية لاستخلاص النتائج التي توصل إليها البحث، وذلك لتحقيق الأهداف التي نشأ من أجلها البحث.