ملخص الرسالة : فإن علم القواعد والضوابط الفقهية، علم عظيم شأنه، شريف قدره، عال ذكره، عميم نفعه، إذ به تضبط فروع الفقه المتناثرة،ومسائله المتكاثرة، ومستجداته المعاصرة. وبقدر الإحاطة بهذا العلم :( يعظم قدر الفقيه ويشرف، ويظهر رونق الفقه ويعرف، وتتضح مناهج الفتوى وتكشف) ( ) ومن ضبط القواعد والأصول، سلمت له الفروع، ورفعت له راية الإذعان والخضوع، ومن هنا ما فتئ العلماء ينوهون بشأن العلم، و يلهجون بذكره والإشادة به، على اختلاف مذاهبهم، وتنوع مشاربهم. ولما كان علم القواعد والضوابط الفقهية، بهذه المنزلة الرفيعة، والمكانة الشريفة، وقع اختياري عليه، ليكون مجال بحثي في مرحلة الماجستير، وبما أن كثيراً من القواعد والضوابط ليست منصوصة في الكتاب والسنة، وإنما عرفت باستقراء الفقهاء واستنباط العلماء، حيث أودعوها في بطون كتبهم العلمية ومدوناتهم الفقهية، لذا أحببت أن يكون بحثي في الضوابط الفقهية في فسخ عقد البيع. أهمية الموضوع و أسباب اختياره: تتجلى أهمية هذا الموضوع و أسباب اختياره في النقاط التالية: 1. أهمية علم الضوابط والقواعد الفقهية وعظيم شأنها ورفيع قدرها، فهي مرجع مهم لتأصيل كثير من الأحكام الفقهية، وقاعدة راسخة لبناء الفروع عليها. 2. أن هذا العلم الشريف ـ مع ما بذل فيه من جهود ـ لا يزال محتاجاً إلى جمع متفرقاته ولم شتاته،فإن هناك ضوابط وقواعد كثيرة في كتب الفقهاء لم تدون في المصنفات التي عنيت بالقواعد الفقهية أساساً. 3. عظيم شأن علم القواعد لطالب العلم، إذ به يصل إلى الفقه بأيسر طريق وأقصر سبيل، عن طريق نظم الفروع المبعثرة في سلك واحد، بالإضافة إلى تنمية الملكة الفقهية وصقلها، فتتكون من خلاله القدرة على استنباط أحكام الوقائع الحادثة والنوازل المعاصرة، على وجه التحقيق والإدراك. 4. أن مثل هذه الدراسة التقعيدية بالنسبة للطالب في هذه المرحلة أكثر فائدة وأعظم نفعا،حيث يمر من خلالها على أكثر المسائل والقواعد والضوابط الفقهية، مع التطبيقات العلمية عليها. 5. أن الفسخ في عقد البيع أمر هام، والبحث فيه سوف يبرز جانباً من عظمة التشريع الإسلامي، الذي لا يأمر الناس بشيء إلا ويراعي فيه أن لا يوقعهم في ضيق وحرج. ولا يمنعهم من شيء إلا وضع لهم بديلاً، مبتغياً بذلك جلب المنافع لهم ودرء المفاسد عنهم في العاجل والآجل. 6. أن طبيعة العقود في المعاملات لا تختلف كثيراً في أسباب فسخها في الجملة، فكان جمع ما يتعلق بفسخ عقد البيع وترتيب مفرداته ترتيباً متناسقاً متسلسلاً ـ بحيث يسهل فهمه ويعد طريقاً للاطلاع على آراء الفقهاء فيه ـ لتسهيل هضم هذا الموضوع وتقريبه لأهل الفقه وطلابه والاستفادة منه.