تظهر أهمية الموضوع المختار من خلال ما يلي : (1)أهمية دراسة الضوابط الفقهية ؛ لما لها من أثر في تيسير مسائل الفقه ، وضبط الفروع ، وتخريج أحكام كثير من النوازل عليها . (2)قلة المؤلفات الحنبلية في هذا الفن ، ولذا فإن هذه الدراسة تثري المذهب الحنبلي ، وتبرز ما قدمه علماؤه من خلال دراسة تلك الضوابط المستخرجة من كتبهم . (3)أهمية الكتاب في مذهب الحنابلة ، فهو يعد من أمهات مصادره ؛ لما تميز به من عمق علمي ، وحسن ترتيب ، وعناية باستيفاء الروايات عن الإمام أحمد في المسائل والوجوه التي استنبطها أصحابه ، واهتمام بجمع الأدلة والتعليلات ، والإشارة إلى الضوابط والتنبيهات ، إضافة إلى تقدم زمن المؤلف – رحمه الله – حيث توفي سنة 772هـ . قال الشيخ العلامة د. عبدالله بن جبرين – حفظه الله – في معرض حديثه عن علم الزركشي : ""علمه بالفقه من حيث العموم ، فإن هذا الشرح الحافل نتيجة سعة اطلاع ، وكثرة ممارسة ، وتعب في التنقيح والتلخيص ، وجمع المتفرق ، وكثرة إيراد الأمثلة""( ) . وقد أكثر من الإشارة إلى هذا الشرح والنقل عنه جُلُّ من ألف بعده في الفقه الحنبلي ، كما ظهر ذلك جلياً عند المرداوي في الإنصاف وغيره ، مما يبين منزلة هذا الشرح عند الأصحاب وعنايتهم به . وقد تميز شرح الزركشي عن المغني لابن قدامة – رحمه الله – بعدة ميزات أشار إليها الشيخ د. ابن جبرين – وفقه الله – بقوله : ""فهو يمتاز عن المغني بالتوسع في شرح المسألة التي هي نص المتن ، وبإيراد الكثير من الأدلة والآثار والتعليلات والتوجيهات ، وباستيفاء الروايات عن أحمد ووجهة من اختارها ، وبما استنبطه الأصحاب من وجوه تصلح أن تكون أقوالاً عن إمامهم – رحمه الله – وبيان مالها وما عليها""( ) .