الديباجة على سنن ابن ماجة لأبي البقاء محمد بن موسى بن عيسى الدميري (ت. 808 هـ) دراسة وتحقيق من أول الكتاب إلى نهاية شرح حديث لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته /

Publication date (free text)
2007
Extent
1 item
Thesis Type
طروحة (ماجستير)-جامعة أم القرى، كلية الدعوة وأصول الدين، قسم الكتاب والسنة، الشعبة: الحديث وعلومه، 1428.
Abstract

وَأمَّا السُّنَّةُ النبويةُ فَإنَّ اللهَ تعالى يَسَّرَ لَها حُفَّاظاً عارفينَ، وجهابذةً حَاذقِيْنَ، وصَيَارِفَةً ناقِدِيْنَ، يَنْفُونَ عَنْهَا تَحْرِيفَ الغَالِينَ، وانْتِحَالَ الْمُبْطلِين، وتَأويلَ الْجَاهِلينَ، فتفرَّغوا لِجَمْعِهَا، وَأَفْنَوا أعْمَارَهُمْ فِي تَحْصِيلِهَا، والاستنْبَاطِ مِنْهَا، وتَمْيِيزِ ضَعِيْفِهَا مِنْ صَحِيْحِهَا، وَمَقْبُولِهَا مِنْ مَرْدُودِهَا، فَحَفِظَ اللهُ بهِمُ الشَّرِيْعَةَ، وَصَانَ بهمُ السُّنَّةَ، فَجَزَاهُمُ اللهُ عَنِ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ خَيْرَ الْجَزَاءِ وأوفَرَهُ. وقدْ تنوَّعَتْ مُصَنَّفَاتُ العُلَمَاءِ لِخدْمَةِ هَذهِ السُّنَّةِ الْمُطَهَّرَةِ، فصُنِّفَتِ الْجَوَامِعُ، والْمَسَانِيدُ، والصَّحَاحُ، والسُّنَنُ، وغيْرُهَا، وكانَ منْ ضمنِ مصنَّفَاتِهم: جَمْع حَدِيثِ النَبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ـ فِي كتبٍ جَوَامِع، مُرَتَّبة عَلَى الأَبوابِ الفقهية. وَمِنْ أولئِكَ الأَئِمَّةِ الَّذِينَ جَمَعُوا الأَحَادِيثَ النَّبَويّةَ: الإِمَامُ، الْمُفَسِّرُ، الْمُحَدِّثُ، الْحَافِظُ، محمدُ بن يزيد، أبو عبدالله الرَّبَعِيُّ، ابن مَاجَه القَزْوينِي، صَاحِبُ السُّنَنِ، الَّتِي عَدَّها العُلَمَاءُ منْ أُصُولِ الْحَديثِ النَّبَويِّ، كمَا صنعَ أبُو الفَضْلِ مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي (ت507هـ) في أَطْرَافِهِ، إذ جعل السنن أحد الكتب الستة، وَكَذا الْحَافِظ ابن عَسَاكِر (ت571هـ) فِي أَطْرَافِ السُّنَنِ، وكذا الْحَافِظُ عَبْدالغنِي الْمَقْدِسِي (ت600هـ)، كمَا سَيأَتِي بيانُ ذلِكَ، وَتَبعَهُم عَلَى ذلِكَ أصْحَابُ الأطْرَافِ، وَكُتُبُ الرِّجَالِ. ولقدْ حَظيَ هَذا الكتابُ بشروحٍ كثيرةٍ، وحواشيَ عديدةٍ، لكنَّها لَمْ ترَ النورَ، إمَّا لكونها حبيسةَ الأدراجِ، فلمْ تُحَقَّقْ وتُنْشَر، أَو لأنَّهَا فُقِدَتْ معَ مَا فُقِدَ منْ تراثِ هذهِ الأُمَّةِ العَظِيْم. ومِنْ هذهِ الشروحِ التي اعتنتْ بالسُّنَنِ لابنِ مَاجَه، شرح العَلاَّمة الدَّمِيْرِيّ ـ رحمه الله ـ الموسوم بــ(( الدِّيْبَاجَه عَلَى سُنَنِ ابنِ مَاجَه )). ولقد حباني الله جلَّ وعَلا بنعَمِهِ، وأسبغَ عَليَّ وافرَ كرمِه، بأنْ يسرَ لي الدِّرَاسَةَ في قسمِ الكتاب والسنةِ منْ هَذَا الصَّرحِ العلمِيِّ الْمُتَمَيِّزِ، أعنِي جامِعَةَ أمِّ القُرَى ـ حَرَسها اللهُ ـ الذي يَقِفُ بفضلِ اللهِ حَافِظاً للكتاب والسنةِ، وعلومِ الشريعةِ منَ الضياعِ والإهمالِ، والطعنِ والتشكيك. وقد أرشدني فضيلة شيخي الأُسْتَاذ الدُّكتور سَعْدِي بن مهدي الْهَاشِمِي ـ وَفَّقَهُ اللهُ، ونفع بعلمهِ ـ لِهَذَا الْمخطوطِ النَّفِيسِ، فأَكرمْ بهِ منْ مُرْشِدٍ، ومُرْشَدٍ إليهِ، فَقَبلتُ اقْتِرَاحَهُ وإرْشَادَهُ، ويسر الله لي الاطلاعَ عَلَى نسخةٍ منْ هَذَا الشَّرْحِ مَخْطُوطَاً فِي الخزانة العامة بالرباط، فألفيتُهُ شرحَاً مُتَمَيِّزَاً لإمَامٍ جهبذٍ، فَاستخرْتُ اللهَ ـ جلَّ وعلاَ ـ وَسجَّلتُ موضوعَ رسالةِ (( الْمَاجستير ))، فِي تحقيقِ جُزءٍ مِنْ هَذا الشَّرْحِ الْمُبَاركِ، من أوَّلِ الكتاب إلَى نهايةِ شرحِ حديث (( لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته ....))

Member of
Same Subject