أهمية الموضوع: لقد تبوأ كتاب الفوائد لأبي طاهر المخلص- رحمه الله- منزلة عالية، وحظي بعناية فائقة تدل على مكانة علمية مرموقة عرفها العلماء لهذا الكتاب ومؤلفه. ومن الأمور التي توضح تلك المكانة العالية لهذا الكتاب؛ ما يلي: 1. السماعات التي أثبتت على نسخ هذا الكتاب، وهي سماعات كثيرة تدل دلالة واضحة على حرص العلماء- رحمهم الله- على رواية هذا الكتاب وسماعه، وإسماعه لمن بعدهم صغارًا وكبارًا. 2. حرص العلماء على رواية هذا الكتاب واقتنائه، وذلك يتجلى من خلال كتب الأثبات والمشيخات؛ فقد روى ابن رشيد في كتابه""ملء العيبة"" بإسناده الجزء الأول منه، وروى الحافظ ابن حجر بإسناده في كتابه""المعجم المؤسس للمعجم المفهرس"" بعض أجزائه، وكذلك ذكر عنه تلميذه السخاوي، وغيرهم. 3. اهتمام العلماء بروايات هذا الكتاب، وذلك من خلال الرواية من طريقه لأجل العلو؛ وممن روى من طريق المخلص، الحافظ اللالكائي تلميذ المخلص، والخطيب البغدادي، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وأبو الحجاج المزي، والحافظ الذهبي، وغيرهم. 4. اهتمام المصنفين بهذا الكتاب، وذلك من خلال استفادتهم منه وعزوهم له؛ فقد عزا إليه: أحمد بن عبد الله الطبري، وابن حجر، والسخاوي، والمناوي، ومن المعاصرين: الألباني في تخريجاته في مجموعة من كتبه. 5. تضمن الكتاب فوائد حديثية إسنادية، وتضمنه تعليقات لبعض شيوخ المصنف. 6. اشتمل الكتاب على آثار كثيرة؛ فلم يقتصر كتاب الفوائد هذا على الأحاديث المرفوعة، وإن كانت هي الغالب إلا أنه مع ذلك اشتمل على آثار ذات موضوعات وفوائد جليلة.