اخترت دراسة هذا الموضوع لأسهم في إبرازِ مشاركةِ شعرائنا العرب في تلك الحرب العالمية ، ودراسةِ موضوعاتهم المتعددة التي تناولتها أشعارهم ، ومحاولةِ إظهار النواحي الفنية التي تميز بها شعر تلك الحرب، ولكي تواكب الدراسات الأدبية موضوعات الشعر الحديث ، لا أن تقتصر على الموضوعات التقليدية المعهودة التي سئمها الناس ، وامتلأت بها الكتب . ولم أرَ أحدًا من الباحثين أفرد هذا الموضوع بالبحث ، وسيرى القارئ مصداق ذلك في الفصل الثالث من الباب الثاني ، حِيْنَ عرضت لشعر الحرب في نظر الدارسين . ولم أوثر أن أختار قطرًا معينًا أو بلدًا معينًا ، لأن ذلك يفقد الدراسة بعض أهدافها ، فهذه الحرب عالمية ، لم تَخُصَّ قطرًا معينًا؛ ولذلك تكون الدراسات الجامعةُ مفيدة؛ لأنَّها تبين أوجه التشابه والتطابق بين أدب البلاد العربية، فلو فصلنا كُلَّ بلدٍ على حِده ما عرفنا مشارب الشعراء المشتركة . ولذلك أرى أن تكون الموضوعات العامة غير محصورة في بلد معين ، فمثلاً موضوع العدوان الثلاثي على مصر في الشعر العربي ، نستطيع من خلال الدراسة الشاملة لقصائد شعراء البلاد العربية أن نعرف الطوابع المشتركة والملامح العامة التي تجمع الشعراء ، ونعرف كيف عبَّر كُلُّ شاعرٍ عن فكرته ، وكيف اجتمعت هذه الفكرة مع الأخرى .