مع التقدم التقني و الالكتروني الهائل و المتسارع في هذا العصر تطورت أساليب اللعب و الترفيه في الوقت الحاضر ، فظهرت الأجهزة و الألعاب الالكترونية التي وجدت لها سوقاً رائجاً نظراً لما تتمتع به من إقبال من قبل الأطفال و الشباب ، وأصبحت تأخذ حيزاً كبيراً من أوقاتهم وأثرت في سلوكهم وأخلاقهم ، فتدرجت أشكال هذه الألعاب و تطورت بشكل كبير وواضح، حتى وصلت إلى حد من التقدم التقني الباهر. ومن هذه الألعاب لعبة ""Grand Theft Auto"" التي تلاقي رواجا كبيرا ، وقد لاحظت الباحثة انتشارها بين الأطفال بالرغم من أنها مخصصة للكبار وتتضمن بعض مشاهد العنف ، ومن خلال قراءة الباحثة عنها في بعض منتديات الإنترنت وبعض الصحف تبين أنها تحوي على مشاهد كثيرة جداً في العنف كما تحوي على مشاهد تحمل طابع الإثارة الغريزية من عري وانحلال أخلاقي . لذا تناولت الدراسة الحالية العلاقة بين السلوك العدواني وبين ممارسة لعبة البلاي ستيشن ""Grand Theft Auto"" ، وكان الهدف من الدراسة معرفة مدى انتشار لعبة ""Grand Theft Auto"" عند طلاب الصف الرابع ، و طلاب الصف الخامس ، و طلاب الصف السادس . ومعرفة العلاقة بين ممارسة اللعبة وبين السلوك العدواني. وقد اختارت الباحثة دراستها لمعرفة مدى انتشار هذه اللعبة بين طلاب الصفوف العليا في المرحلة الابتدائية ولمعرفة أثرها في غرس العدوان كسلوك اجتماعي خطير على الفرد وعلى الأسرة و المجتمع كافة . ولتحقيق أهداف الدراسة استخدمت الباحثة المنهج الوصفي (المسحي الميداني) لمعرفة مدى ممارسة هذه اللعبة عند طلاب الصفوف العليا في المرحلة الابتدائية و الوصفي (السببي المقارن) لمعرفة العلاقة السببية بين ممارسة لعبة (GTA) وبين السلوك العدواني . وذلك عن طريق قياس مستوى العدوان عند الأطفال الذين لا يماسون اللعبة (المجموعة الضابطة) ومقارنتها بسلوك العدوان لدى الأطفال الذين يمارسون اللعبة (المجموعة التجريبية).