فإن أشرف العلوم وأزكاها وأعظمها مثوبة عند الله تعالى ، العلوم المتعلقة بالكتاب العزيز ، لأن شرف العلم بشرف المعلوم . ولهذا ينبغي أن تمتد إليه أعناق الهمم ، وأعظم ما تتنافس فيه الأمم ، وتفني به الأعمار هو الاشتغال بكتاب الله عز وجل ، ذلك الكتاب الذي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ منْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنـزيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) وإني لأحمد الله تعالى على أن وفقني لاختيار قسم القرآن وعلومه مجالاً للتخصص في الدراسات العليا ، فله الحمد والمنة وأسأله التوفيق والسداد وإني لما أنهيت مرحلة الماجستير ، بدأت أفكر في اختيار موضوع لنيل درجة الدكتوراه ، وقد تقدمت بعدة مواضيع للقسم إلا أنها لم يكتب لها التوفيق ، حتى هداني الله سبحانه وتعالى إلى التسجيل في تحقيق كتاب مخطوط كان مطروحاً بالقسم للتسجيل فيه ، وهو الكتاب الموسوم بـ "" اللباب في مشكلات الكتاب "" لمؤلفه محمد بن علي بن محمد الأندلسي المعروف بالحاج الشطيـبي المتوفى سنة 963هـ ، وكان نصيبي منه الجزء الذي "" يبدأ من سورة الصافات إلى آخر سورة الناس "" دراسة وتحقيقاً .