المضامين التربوية المستنبطة من قصة الإسراء والمعراج وتطبيقاتها التربوية

Publication date (free text)
2007
Extent
1 item
Thesis Type
أطروحة (ماجستير)-جامعة أم القرى، كلية التربية، قسم التربية الإسلامية والمقارنة، 1426 هـ.
Abstract

فإن من الواجب على العلماء وطلاب العلم الاهتمام بالعلم ونشره وتبليغه وحفظه ومدارسته ، وإن أهم هذه العلوم وأفضلها هو ما كان متعلقاً بكتاب الله الكريم ، وسنة رسوله العظيم صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة ، وذلك بالدراسة والحفظ والاستنباط والتعليم والفهم والتطبيق ؛ لأنهم مؤتمنون على ذلك كله ومسئولون أمام الله عز وجل عن هذه الأمانة . ومما لاشك فيه أن أهم الكتب هو كتاب الله الذي تكفَّل الله سبحانه وتعالى بحفظه ، قال تعالى: ]إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون [ ( سورة الحجر: الآية 9 ) ؛ فيظل التحدي به باقيًا إلى يوم القيامة . فالقرآن الكريم يعد أعظم معجزة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهو باق كما أنزل إلى وقتنا هذا ، "" وهو أعظم المعجزات ، وأبهر الآيات ، وأبين الحجج الواضحات ؛ لما اشتمل عليه من التركيب المعجز الذي تحدى به الإنس والجن أن يأتوا بمثله فعجزوا عن ذلك ، مع توافر دواعي أعدائه على معارضته . وفصاحتهم وبلاغتهم "" ، يقول مراد: "" وأعظم معجزاته صلى الله عليه وسلم على وجه الإطلاق معجزة القرآن الكريم التي تحتوي على مئات المعجزات،وهي المعجزة المعنوية الباقية إلى يوم القيامة "" . وهو أيضا الكتاب الذي كان به التحدي، وبه ثبت عجز العرب ـ وهم أهل الفصاحة والبلاغة ـ عن أن يأتوا بمثله ، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة واحدة من مثله,أو بآية واحدة من مثله، وعجْز هؤلاء يثبت عجْز غيرهم من باب أولى؛ ولهذا قال الله سبحانه : ] قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا[ )سورة الإسراء: الآية 88 ) . ويقول النابلسي : "" ومعجزات الرسل السابقين كانت حسية تتألق مرة واحدة كعود الثقاب ،ثم تصبح خبراً يصدقه من يصدقه ويكذبه من يكذبه ؛ لكن معجزة نبينا الأولى هي القرآن ، ودلالة القرآن على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ليست كدلالة انقلاب العصا حية ، ولا كدلالة إحياء الموتى وإبراء المرضى ؛ لأنها مقطوعة الصلة بوظيفة النبوة وحقيقة الدين ، أما القرآن فدلالته على صفة النبوة وحقيقة الرسالة دلالة متصلة "" . وقد منح الله سبحانه وتعالى لخاتم أنبيائه وإمامهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فأكرمه وشرفه ؛ بأن أجرى على يديه العديد من المعجزات وخوارق العادات التي تفوق بها على جميع إخوانه , وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم ، وفي ذلك يقول الشعراوي : "" إذاً فالمعجزات الحسية قد حدثت للرسل السابقين لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلماذا وهي قد وجدت لمثله صلى الله عليه وسلم من الرسل ، ألا توجد لرسولنا الكريم وقد أخذ درجة أفضل من الرسل

Member of