تتناول رسالتي القصة القصيرة جدا في المملكة العربية السعودية, بالتوقف عند مفهومين رئيسيين ماا: المكونا والسما ؛ ومن ثم فالمكونا هي العناصر الجوهرية الثابتة في الجنس الأدبي؛ في حين تعد السما مميزا قد تحضر أو تغيب؛ لذلك طبقت البنيوية السردية ( الإنشائية ) في مقاربة هذه القصة القصيرة جدا؛ لأن هذه المقاربة النقدية تعنى باستخلاص الخصائص البنيوية التي تميز نصا عن باقي النصوص الأخرى. ومن ثم فمقاربتي بنيوية الطابع, وتجنيسية بشكل آخر. وقد استعرض البحث مفهوم القصة القصيرة جدا, وتاريخ هذا الجنس الأدبي في الغرب وعند العرب, بالتوقف عند القصة القصيرة جدا في المملكة العربية السعودية, ثم بينت مواقف الباحثين والنقاد من القصة القصيرة جدا على مستوى التجنيس, فكانت هناك مواقف التأييد والرفض والتردد, وكانت الباحثة من المدافعين عن هذا الجنس الأدبي الجديد الذي تتوافر فيه كل مقوما القصة القصيرة جدا. وبعد ذلك حدد مجموعة من الأركان التي تتمثل في: الحجم القصير, وتنويع علاما الترقيم, والاقتضاب, والتنكير, والتركيز, والحذف, والإضمار, وانتقاء الأوصاف, وفعلية الجملة, وبساطة التركيب, وتسريع الإيقاع, وتراكب الجمل. فضلا عن توظيف بعض المكونا الأخرى, كالإدهاش, والتشابك, والمفاجأة, وتنويع البدايا والأجساد والنهايا , والتناغم الداخلي, وتنويع التركيب المعماري, والصورة الومضة, والمفارقة, والسخرية... ومن جهة أخرى حدد أهم السما التي تشترك فيها القصة القصيرة جدا مع باقي الأجناس الأدبية الأخرى, كانفتاحها على المسرح, والحكمة, والشعر, والخاطرة, والشذرة, والسيناريو, والسينما, وغيرها من الأجناس والأماا الأدبية والفنية الأخرى. علاوة على الانزياح, والتناص, والتجريد, والإيحاء, والغموض, والفانتاستيك بمختلف أنواعه كالغريب, والعجيب, والمألوف. أما فيما يخص المعيار الدلالي فأهم شيء يميز هذه القصة هو ميلها نحو تناول الموضوع الذاتي من جهة أولى, والموضوعي الواقعي من جهة ثانية, والموضوعي الميتاسردي من جهة ثالثة