أسباب اختيار الموضوع وكان لهذا الاختيار أسباب ودوافع من أهمها: 1. أن في هذا الموضوع إبرازًا للغاية المتوخاة من دراسة علم الأصول بشكل عملي، وإحياءً لفائدته؛ حيث إن الغاية والفائدة من علم الأصول: التعرُّفُ على الأسس والقواعد التي بنيت عليها الأحكام الشرعية, ثُمَّ معرفة ارتباط هذه الأحكام الفرعية بأسسها وأصولها، فكل أصل لا ينبني عليه شيء من الفروع الفقهية، فوضعه في الأصول عارية، وكل مسألة فقهية لم تخرَّج على القواعد والأصول فهي خاوية 2. فيه إبطال لزعم بعضهم أن أصول الفقه: نظريات جامدة, ليس له أيُّ مدلولٍ واقعيٍّ، أو قواعد ناتجة عن مناظراتٍ بين المتجادلين تهدف إلى دحض حجج الخصم, والتغلُّبِ عليه بأيَّة وسيلة كانت، وأي أسلوب اتَّفق. 3. قلة الكتابة في هذا الفن, بالقياس إلى ما كتب في العلوم الشرعية الأخرى، رغم أهميَّته الفقهية والأصولية. 4. تعلقه بأكثر أبواب الأصول، فليس البحث فيه منحصرا على باب معين، ولا على موضوع خاص، بحيث إن الباحث يكون مقيدا به، ولا يطَّلع على غيره، بل إنه في هذا البحث وأمثاله، يأخذ القاعدة الأصولية أنّى وجدها، متى كان لها أثر في فروع الباب الفقهي المختار. 5. كونه معينا للباحث على معرفة مناهج العلماء في الاستنباط، ومآخذهم في الاستدلال، فيربي في نفسه الملكة الفقهية المؤهِّلة للترجيح بين أقوالهم المختلفة، وآرائهم المتباينة. 6. كونه مفيدا له في الاطلاع والإحاطة بمسائل الباب الفقهي المختار, والإلمام بفروعه