تتلخص أهمية الموضوع في النقاط التالية: 1 – كونه يتعلق بالقواعد الفقهية، ولا يخفى على أحد أهمية هذا الفن، التي أفصح عنها القرافي رحمه الله وأوجز في قوله: ... وهذه القواعد مهمة في الفقه، عظيمة النفع، وبقدر الإحاطة بها يعظم قدر الفقيه ويشرف، وتتضح مناهج الفتوى وتكشف فيها تنافس العلماء، وتفاضل الفضلاء... ومن ضبط الفقه بقواعده استغنى عن حفظ أكثر الجزئيات؛ لاندراجها في الكليات، واتحد عنده ما تناقض عند غيره - وكذلك الإمام السيوطي رحمه الله بقوله: اعلم أن فن الأشباه والنظائر فن عظيم، به يطلع على حقائق الفقه ومداركه، ومآخذه وأسراره، ويتمهر في فهمه واستحضاره، ويقتدر على الإلحاق والتخريج، ومعرفة المسائل التي ليست مسطورة، والحوادث والوقائع التي لا تنقضي على ممر الزمان ، 2- أهمية هذا الكتاب – بدائع الصنائع - في مذهب الحنفية بل هو من الكتب المعتمدة فيه، فهو مليء بالقواعد الفقهية، وبصيغ متعددة، مما يدل على تمكن المؤلف – رحمه الله – في هذا المجال، لاسيما وأن وفاته كانت عام 587هـ، ومن المعلوم أن أكثر الكتب التي اشتملت على القواعد والضوابط الفقهية لم تظهر إلا في القرن السابع أو الثامن الهجري.