إن الحديث عن العلماء الأفاضل على مرّ تاريخ الأمة الإسلامية حديث يطول..لأنهم مشاعل نور لا يخبُو ضياؤها، ومنارات هدى لا تغيب شموسها هذه الأنوار التي تُبيد ضلالات الفكر، وتزيح عن العقيدة السمحة كل ما يعتريها. فما تظهر بدعة في أي عصر من العصور إلا ويتصدى لها من يخمد لهيبها قبل أن تنتشر في العقول، وكلما تواني الناس عن تطبيق سنة ظهر لها إمام جهبذ مجدد يُحييها.. إنها سنة الله في كونه أن يبقى نور دينه سراجاً وهاجاً.. إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. وهكذا يُبارك الله في مساعي هؤلاء ويجعلهم ورثة الأنبياء. ومن هؤلاء العلماء عالم جليل هو موضوع البحث، تعرضت الدراسة إلى شئ من سيرته العطرة.. وسنقف فيه على محطات من جهوده العظيمة في حمل راية التوحيد الصافية إنه الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع رحمه الله هذا العالم الذي يزغ نجمه في سماء العلم، وعلا ذكره في أروقة التعليم ومجالسه، ليس في وطنه فحسب بل في المنطقة بأسرها، حتى سجّل التاريخ اسمه في أنصع صفحاته، لماله من أياد بيضاء في أوساط الدعوة إلا سلامية.