مما دفعني لاختيار هذا المخطوط عدة أمور: الأول: رغبتي في خدمة تراث علمائنا السابقين الذين أفنوا أعمارهم في خدمة العلم ونشره وتعليمه للناس والاستفادة مما كتبوه ودونوه في كتبهم القيمة. الثاني: المساهمة في إكمال تحقيق هذا الشرح المفيد على منهاج الطالبين، والذي بدأ فيه بعض الإخوة من طلبة الجامعة كما أكمل الزركشي هذا الشرح بعد شيخه الإسنوي إتماماً للفائدة من شرح المنهاج للنووي. الثالث: خدمة كتب علماء الشافعية الذين عرفوا بكثرة التأليف في العلوم الإسلامية والتي استفاد منها كثير من العلماء وطلاب العلم. الرابع: المكانة العلمية العالية الرفيعة لمنهاج الطالبين للنووي بين علماء الشافعية خصوصاً وعلماء الإسلام عموماً. فإن كتاب المنهاج للنووي يعد من المتون المعتمدة في فقه مذهب الإمام الشافعي، وقد عكف عليه علماء الشافعية بالشرح والتلخيص والحفظ والتدريس، ثم إن أصل المنهاج الذي هو المحرر للإمام الرافعي _ رحمه الله _ عمدة في المذهب الشافعي، وقد أثنى عليه الإمام النووي _ رحمه الله _ في مقدمة المنهاج فقال: (وقد أكثر أصحابنا _ رحمهم الله _ من التصنيف من المبسوطات والمختصرات، وأتقن مختصر '' المحرر '' للإمام أبي القاسم الرافعي _ رحمه الله تعالى _ ذي التحقيقات، وهو كثير الفوائد، عمدة في تحقيق المذهب، معتمد للمفتي وغيره من أولي الرغبات.