يصنف مرض السرطان كمشكلة صحية كبيرة تعاني منها الدول المتقدمة والدول النامية على حد سواء حيث تشير الاحصائيات الى أن الزيادة في حالات الاصابة بمرض السرطان في البلدان العربية قد وصلت إلى حدود مقلقة جدا. _x000D_ من ناحية أخرى، فإن ما تمتاز به الخلايا السرطانية من بنية حيوية معقدة وقدرة على تطوير المقاومة ضد الأدوية مع عدم الاستجابة لها جعلت ايجاد العلاج الملائم يبدو صعبا للغاية ذلك بالرغم من التقدم الكبير الذي احرزته العلاجات المتاحة متجاوزة للعديد من القيود مثل: الاثار الجانبية، التكلفة وتخصصية الاستهداف. إلا أن القيود المذكورة آنفاً قد فتحت الباب على مصراعيه لإيجاد البدائل المناسبة خصوصا المنتجات الطبيعية التي تعتبر مصدراً جيداً للوقاية من العديد من الأمراض، وكعلاج كيميائي لأنواع السرطان المختلفة، ويعود ذلك الى المركبات التي تعرف بمركبات الايض الثانوية التي تنتجها النباتات في محاولتها للتأقلم او للعيش في ظل الظروف البيئية القاسية المختلفة. وقد أثبت الدراسات أن زيادة وتنوع مركبات الأيض الثانوية مرتبط بشكل مباشر بتغير الظروف البيئية المتعددة. وعلى ذلك فقد وقع الاختيار في موضوع هذه الرسالة البحثي على النباتات الملحية التي تعيش في ظل ظروف عالية الملوحة في أكناف حوض البحر الأحمر، ليس هذا فحسب بل وتعاني من طقس حار أغلب أوقات السنة مما يجعلها مرشحة لإنتاج كميات كبيرة ومتنوعة من مركبات الأيض الثانوية. حيث تمتاز هذه النباتات بأنها عالية المقاومة للملوحة وبالتالي فيمكنها التغلب على الاجهاد التأكسدي الناتج عن طريق نظامها المضاد للأكسدة. من هنا تعتبرالنباتات الملحية الطبية مصدراً قوياً لمركبات الأيض الثانوية والتي أصبح العديد منها يستخدم بالفعل لمعالجة العديد من الأمراض ومن أهمها مرض السرطان. ومن هنا فقد برزت أهمية هذه النباتات كمصدر مهم ومرشح قوي كمُنتجٍ للمركبات المقاومة للسرطان في عصرنا الحاضر. وحيث أن مركبات الأيض الثانوية هي كغيرها من المركبات الكيميائية مصنفة إلى مركبات قطبية، شبه قطبية، وغير قطبية وحرصا منا على الحصول على جميع مركبات الأيض الثانوية فقد تم استخدام ثلاثة مذيبات; المذيب الأول قطبي وهو البيوتانول بينما كان المذيب الثاني شبه قطبي وهو الايثيل اسيتات ، في حين كان المذيب الثالث غير قطبي وهو الهكسان. _x000D_ بناء على ما سبق ذكره من أهمية تلك النباتات، فقد تم استخلاص مركبات الايض الثانوية بالمذيبات آنفة الذكر من الجزء الورقي لثلاثة نباتات ملحية طبية مختلفة تتضمن القرم البحري، السويدا والعكرش الصغير وذلك باستخدام طريقة الاستخلاص السائل-السائل جنبا الى جنب مع تدرج القطبية حيث تم استخدام 80% الإيثانول المائي كمذيب أولي ثم عولج مستخلص الإيثانول بثلاثة مذيبات مختلفة القطبية لاستخلاص الجزيئات المختلفة حسب القطبية حيث كان الهدف من ذلك استخلاص مركبات ايض ثانوية لها القدرة على تحفيز الموت الخلوي المبرمج في الخلايا السرطانية أو الحد من انتشارها. _x000D_ _x000D_ _x000D_ _x000D_