فهذه الأطروحة تحرك أحد عناصر البلاغة الغائبة في حقل التفسير وهو علم المناسبات الذي هو فروع أمتد واتسع في الدراسات القرآنية حتى كاد أن يستقل وتنسى نسبته إلى جذوره الضاربة في أعماق نظرية النظم، وقد عمم علم المناسبات وجوه الترتيب وضروب التعليق ونزعه عن علم النحو وجعل مناطه المعاني واعتبار الوجوه العقلية في ترتيب مقاطع الكلام. وقد اتخذ هذا العلم صفته العلمية من تفسير الإمام فجعله علماً مستقلاً يشابه النظم ويلتقي معه في أن مدارها على الترتيب والتنسيق لما ظاهره الاختلاف ويتخذ مساراً آخر من جهة شمولية التعليق فيحيط بالنص على تباعد مساحاته واختلاف أغراضه فهو كشف منظم لحركة المعاني داخل النسق مع ملاحظة تحولات المعنى وتنقلاته والوشائج الناظمة لهذه التنقلات والضابطة لها. وقد جاء تقسيم البحث في تمهيد وبابين , تناولت في التمهيد مبحثين هما : المبحث الأول : الإمام الرازي حياته وتفسيره والثاني : النظم والتناسب بين الجملة والنص وخصصنا الباب الأول بدراسة التناسب في بناء السورة وجاء في ثلاثة فصول : الفصل الأول : التناسب في الفواتيح والخواتيم الفصل الثاني : التناسب بين الآية والآية الفصل الثالث : التناسب بين الأغراض المختلفة وأما الباب الثاني تناول التناسب بين السور وترتب في ثلاثة فصول أيضاً هي : الفصل الأول : التناسب في ترتيب السور الفصل الثاني : التناسب بين السور المتشابهة المطالع الفصل الثالث : التناسب على مستوى السياق العام للقرآن