التصوير البياني في شعر عبد الله الفيصل
إن دراسة (التصوير البياني في شعر عبد الله الفيصل) إنما هي محاولة للبحث عن أغوار علم البيان في شعره العمودي، وبيانه مستمَّد من الطَّبيعة الَّتي يعيش فيها، لذا فالدِّراسة مهتمة برصد مباحث علم البيان في شعره، بالإضافة إلى توضيح علاقتها بالصُّورة و خدمتها له. و من هنا قامت الدِّراسة على الجانب التَّحليلي البياني في موضوعات شعره من حرمان وغربة وحنين و رثاء و ما إلى ذلك .و قد واجهت الدِّراسة الكثير من الصُّعوبات ، لعلَّ من أهمها تشعُّب الصُّورة عنده بالإضافة إلى تداخلاتها مع المعنى، وتركُّب أكثر من صورة مع صورة أخرى وتوليد صورة ، إلى جانب عدم وجود المراجع الَّتي تناولت الجانب البلاغي في شعره. وقد خرجت الدِّراسة بمجموعة من النَّتائج أجملها فيما يلي : إنَّ كلَّ قصيدة من قصائد الشَّاعر تغري بالبحث و الغوص في أعماقها، والكشف عن مكامنها بالإضافة إلى سعادة النَّفس بقراءتها، لما تحمله من موسيقى مبهجة. وصوره الشِّعريَّة البيانيَّة تحرِّك الذِّهن، و تنشط العقل ، و تنعش القلب ، و تؤنس النفس، مع إضفاء طابع الحركة و الحيويَّة عليها، و حمل المتلقي إلى آفاق ٍواسعة من التأمل ؛ لأن الشَّاعر استخدم في إبراز معانيه الصُّور البيانيَّة المختلفة ، فهو يهدف من كلِّ صورة معنى، كما نجد تسلسل الصُّور عنده فهي كحلقات متصلة بعضها ببعض، ومنسجمة مع مشاعره و أحاسيسه . فبخيالاته الواسعة المحلِّقة ألبس صوره ثيابًا رائعة من الجمال و الوصف، الأمر الَّذي ساهم في إثراء الصُّورة وبيانها فضلاًعن البساطة في التَّعبير عن المعنى دون مبالغة أو تكلُّف . فبلاغة الصُّور البيانيَّة أتت من براعة الشَّاعر و حسن اختياره للألفاظ المستوحاة من البيئة لترسيخ المعنى المراد في ذهن القارئ . فالشَّاعر لديه قدرة بلاغيَّة رائعة في وضع الصُّورة البيانيَّة في المكان المناسب لها ؛ ليكسب المعنى جمالاً و روعةً .