فقد اخترت موضوع هذا البحث بعنوان "" العيد في الشعر السعودي ، دراسة موضوعية وفنية "" ، وقد دفعني لاختيار هذا الموضوع أسباب ، أجملها فيما يلي : 1- اصطباغ العيد بطابع خاص لدى الشعراء السعوديين ، فقلما نجد شاعراً أبت أحاسيسه ودواخله أن تبث لنا شعراً بمناسبة العيد ، وقد بلغ العدد الذي أمكنني الوقوف عليه ما ينيف على أربعة آلاف وخمسين بيتاً . 2- إن قصيدة العيد تتسم بتنوع الموضوعات وعمق الدلالات ، إضافة إلى الالتزام الديني ، ودراسة تلك القصائد في ضوء هذا التباين ومن خلال تناول الشعراء ومعالجاتهم يكشف لنا تباين الرؤى واختلاف التعاطي مع المناسبة . 3- وجود دراسات في الشعر السعودي تخص بعض الشعائر الدينية ، كرمضان في الشعر السعودي والحج في الشعر السعودي ، وتلك الدراسات أغرتني بإكمال عقد المناسبات الإسلامية في الشعر السعودي . 4- ثبت لي أن كثيراً من دارسي الشعر السعودي لم يعطوا قصيدة العيد حقها في الدراسة والبحث ، فكان نصيبها مروراً عابراً ، أو تلميحات يسيرة من غير تفصيل ، أو استقصاء . أمَّا فيما يخص المدة الزمنية ، فقد آثرت أن يكون ذلك في السنة التي تم فيها توحيد المملكة العربية السعودية ، عام 1351هـ ، إلى عام 1423هـ ، سنة تسجيل موضوع الرسالة . وتجدر الإشارة هنا إلى دراستين تناولتا العيد في الشعـر السعـودي ، أولاهما بعنوان ( أحمد الغزاوي وآثاره الأدبية ) للدكتور / مسعد العطوي ، وفيها تطرق المؤلف لحوليات العيد ومضموناتها التي تجمع بين التهنئة والحديث عن العيد والاستعداد له ، وآثاره النفسية التي يتركها في الناس . أما الدراسة الثانية ، فهي من إعداد / محمد عبده الشبيلي ، بعنوان ( الاتجاه الإسلامي في الشعر السعودي الحديث ) ، وفيها تعرض المؤلف للعيد وتأثيره على الشعراء ، وما يوحي به من معانٍ سامية ، وما يحمله من نفحات الذكريات السارة أو المؤلمة . وقد اعتمدت في هذه الدراسة على المنهج الانتقائي القائم على الاستقراء والاستنتاج والتحليل ، فهو السبيل لمعايشة النص الأدبي ، مستفيداً من المناهج النقدية المختلفة ، وقد ترجمت للشعراء السعوديين ، أما بالنسبة للشعراء العرب الذين ورد ذكرهم فقد ترجمت للمغمورين منهم وتركت المشهورين بلا ترجمة . وقد سارت الدراسة حسب الخطة المنهجية ، والمتضمنة ثلاثة فصول ، مسبوقة بمقدمة وتمهيد بعنوان ( العيد في الشعر العربي ) ومذيلة بخاتمة ، وفي التمهيد عرضت بإيجاز لمسيرة العيد في الشعر العربي ، بداية من العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث . ثم انتقلت إلى الفصل الأول ، وعنوانه ( القيم الإسلامية في العيد ) ، وفيه درست القيم الإسلامية في العيد دراسة موضوعية ، وذلك في ستة مباحث ، هي : تذكر أحوال المسلمين ، وصلة الأرحام ، والعطف على الفقراء واليتامى ، والدعوة إلى التضـامن الإسلامي ، والعيد رمز الوحدة الإسلامية ، ثم ختمت الفصل الأول بالحديث عن قيمة التهليل والتكبير . بعد ذلك انتقلت إلى الفصل الثاني ، وعنوانه ( المشاعر الذاتية والعيد ) ، وفيه درست المشاعر الذاتية والعيد دراسة موضوعية ، وذلك في خمسة مباحث ، هي : الترحيب بقدوم العيد ، والتهنئة بالعيد ، والغربة أثناء العيد ، والشعور بالحزن في العيد ، ثم ختمت الفصل بمبحث عن : الحنين إلى الماضي في العيد . بعد ذلك كان الفصل الثالث ، بعنوان ( الدراسة الفنية ) ، واشتمل على أربعة مباحث ، هي : بناء القصيدة ، والألفاظ والتراكيب ، والصورة الشعرية ، والموسيقا . ثم كانت الخاتمة وفيها رصدت أبرز النتائج التي توصلت إليها ، وأخيراً كان ثبت المصادر والمراجع وفهرس الموضوعات .