فإن الإمام القرافي المتوفى سنة (684هـ) هو أحد أئمة الاجتهاد، وصاحب التصانيف السائدة المفيدة؛ وقد اشتملَ هذا البحث على دراسةٍ وتحقيقٍ لكتابه ""الفروق"" من بداية الفرق (39) إلى نهاية الفرق (75) وتضمّن البحثُ قسمين أساسين: الدراسة، والتحقيق، ومكمِّلات البحث من مقدمّة، وخاتمةٍ، وفهارس. أما القسم الدراسي: فقد أوضحت في الفصل الأول سيرة المؤلف، ومكانته العلمية، ومؤلفاته؛ المخطوط والمطبوع منها؛ حيث توصّلت إلى أنّه من العلماء العاملين الداعين إلى الحق، والمتجرّد من كل تعصبٍ مذموم، فقد ضرب أروع الأمثلة في توقير الأئمة، وعدم استنقاصهم ؛ وإن خالفهم. والفصل الثاني منه شمل التعريف والدراسة للكتاب وعلم الفروق؛ من حيث اسمه، ونسبته إلى مصنفه، ومنهجه فيه، وظهر أنه صحيح النسبة إليه، وأنه لم يُسبق إلى مثله. وتطرقت إلى علم الفروق؛ وما كتب في هذا الفن؛ المخطوط منه والمطبوع. والقسم الثاني: التحقيق: وشمل (37) فرقًا؛ وظهر من خلال هذه الرسالة عنايةُ المؤلف بتحرير المسائل والاستدلال لها، والتجرّدُ في الترجيح، وإظهارُ الفروق الدقيقة في أغلب القواعد، وهو يمنحُ المتخصصَ ملكةً فقهية، ويُرشده إلى بحوثٍ مهمة. وكان منهجهُ في كتاب ""الفروق"" يتلخص في الآتي: 1-استنباطُ الفَرْقِ بين فرعين؛ حتى يستنتج منه قاعدةً أُخرى. 2-استنباطُ الفَرْقِ بين قاعدتين؛ ليتمَّ تحقيقُهما؛ لأنّ تحقيقَهُمَا بالسؤال عن الفَرْقِ أولى من تحقيقهِمَا بغير ذلك.